responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 78


كان بمكان يقال له سجن الملوك ، خلف به الأثقال ، وتجرد في الخيول ، وخلف على الأثقال عمرو بن أوس في ألف ، وسار بمن معه حتى انتهى إلى نهر يقال له ملوية ، فوجده خاملا ، فكره طول المقام عليه ، خوفا من نفاد الزاد ، وأن يبلغ العدو مخرجه ومكانه ، فأحدث مخاضة غير مخاضة عقبة بن نافع ، وكره أن يجوز عليها . فلما أجاز وانتهى إليهم ، وجدهم قد أنذروا به وتأهبوا ، وأعدوا للحرب ، فاقتتلوا قتالا شديدا في جبل منيع ، لا يوصل إليهم إلا من أبواب معلومة ، فاقتتلوا يوم الخميس ويوم الجمعة ويوم السبت إلى العصر ، فخرج إليهم رجل من ملوكهم ، فوقف والناس مصطفون ، فنادى بالمبارزة ، فلم يجبه أحد ، فالتفت موسى إلى مروان ابنه ، فقال له : اخرج إليه أي بني ، فخرج إليه مروان ، ودفع اللواء إلى أخيه عبد العزيز بن موسى . فلما رآه البربري ضحك ، ثم قال له :
ارجع ، فإني أكره أن أعدم منك أباك . وكان حديث السن . قال : فحمل عليه مروان فرده ، حتى ألجأه إلى جبله ، ثم إنه زرق مروان بالمزراق ، فتلقاه مروان بيده وأخذه ، ثم حمل مروان عليه وزرقه به زرقة وقعت في جنبه ، ثم لحقت حتى وصلت إلى جوف برذونه ، فمال فوقع به البرذون ثم التقى الناس عليه فاقتتلوا قتالا شديدا أنساهم ما كان قبله ، ثم إن الله هزمهم ، وفتح للمسلمين عليهم ، وقتل ملكهم كسيلة بن لمزم [1] وبلغ سبيهم مئتي ألف رأس ، فيهم بنات كسيلة ، وبنات ملوكهم ، وما لا يحصى من النساء السلسات ، اللاتي ليس لهن ثمن ولا قيمة . قال : فلما وقفت بنات الملوك بين يدي موسى ، قال : علي بمروان ابني . قال : فأتي به قال له : أي بني اختر . قال : فاختار ابنة كسيلة فاستسرها [2] ، فهي أم عبد الملك بن مروان هذا . قال : قاتل يومئذ زرعة بن أبي مدرك قتالا شديدا أبلى فيه حتى اندقت ساقه قال : فآلى موسى أن لا يحمل إلا على رقاب الرجال ، حتى يدخل القيروان ، وأن يحمله خمسون رجلا ، كل يوم يتعاقبون بينهم ، ثم انصرف موسى وقد دانت له البلاد كلها ، وجعل يكتب إلى عبد العزيز بفتح بعد فتح ، وملأت سباياه الأجناد ، وتمايل الناس إليه ، ورغبوا فيما هنالك



[1] في البيان المغرب 1 / 32 أن كسيلة بن لمزم قتله زهير بن قيس البلوي سنة 69 في نواحي نهر ملوية بعد معركة التحم فيها الفريقان . وقيل سنة 64 ( الحلة السيراء 2 / 330 وفيه : كسيل ) .
[2] استسرها أي اتخذها سرية ، أي مملوكة تزوج بها فولدت له .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست