responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 71


يريد الشام إلى عبد الملك وقد فتح له بها فتحا ، وقتل الكاهنة [1] ، فأجازه عبد الملك [2] وزاده برقة ، ورده إليها ، أي إلى إفريقية واليا ، فأقبل حتى نزل مصر ، وبعث معه بعثا من هناك ، فأخذوا أعطياتهم منه ، ثم ساروا حتى نزلوا ذات الجماجم . قال : فبلغ ذلك عبد العزيز وأن حسان بن النعمان يطلب برقة من عند عبد الملك ، وأنه قد ولاه أياما ، فبعث إليه فقال له : أولاك أمير المؤمنين برقة ؟ قال : نعم . فقال له عبد العزيز : لا تعرض ، وكان عليها مولى لعبد العزيز .
فقال حسان : ما أنا فاعل . فغضب عبد العزيز وقال له : ائت بعهدك عليها إن كنت صادقا . قال : فأتى به حسان ، فلما أقرأه عبد العزيز وجدها فيه ، فالتفت إلى حسان فقال : ما أنت بتاركها ؟ قال : والله لا أنعزل عما ولانيه أمير المؤمنين .
قال : فاقعد في بيتك ، فسيولى هذا الأمر من هو خير منك وأولى به منك ، في تجربته وسياسته ، ويغني الله أمير المؤمنين عنك . ثم أخذ عبد العزيز عهده ومزقه ، ودعا بموسى بن نصير فعقد له على أفريقية يوم الخميس في صفر سنة تسع وسبعين [3] ، فتجهز موسى بن نصير ، وحمل الأموال إلى ذات الجماجم ، وبها الجيوش ينتظرون واليهم فقدم عليهم موسى بن نصير ، فلما صار على الجيش الأول أتى عصفور حتى وقع على صدره ، فأخذه موسى ، فدعا بسكين ، فذبحه موسى ، ولطخ بدمه صدره من فوق الثياب ، ونتف ريشه وطرحه على صدره وعلى نفسه ، ثم قال : الفتح ورب الكعبة ، والظفر إن شاء الله .



[1] الكاهنة كانت بجبل أوراس وقد اجتمع إليها البربر فخافها الروم وجميع أفريقيا . فالتقى معها بوادي مسكيانه فهزم ثم عبأ جنده وتتالت الامداد له فهزمها وقتلها ( تفاصيل انظرها في ابن الأثير 3 / 82 - 83 والبيان المغرب 1 / 37 - 38 ) .
[2] في البيان المغرب وابن الأثير : الوليد بن عبد الملك وفيهما ثمة ذكر لعبد العزيز ، والمعروف أن عبد العزيز مات قبل عبد الملك وقبل ولاية الوليد وقد مر ذلك .
[3] في ولاة مصر للكندي ص 74 : سنة 78 . وقال ابن الأثير 3 / 83 أن الوليد ولى أفريقيا عمه عبد الله بن مروان فعزل عنها حسانا واستعمل موسى بن نصير سنة 89 . وأن حسان أقام في القيروان لا ينازعه أحد إلى أن توفي عبد الملك . في حين يؤكد ابن عذاري أن الذي عزل حسان هو عبد العزيز بن مروان . وقال ابن القطان : أن عزل حسان وولاية موسى بن نصير كان من قبل عبد العزيز بن مروان دون أمر أخيه عبد الملك ومشورته وذلك لأن أمر والي أفريقيا كان منوطا بالوالي على مصر ويعني ذلك من تدبير عبد العزيز . . ولما حاول الوليد بعد ذلك إعادته إلى عمله رفض حسان وحلف : لا أولى لبني أمية أبدا . وانظر الحلة السيراء 2 / 332 .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست