responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 69


تولية موسى بن نصير [1] البصرة قال : وحدثنا يزيد بن سعيد مولى مسلم ، أن عبد الملك بن مروان لما أراد أن يولي أخاه بشر بن مروان على العراق ، كتب إلى أخيه عبد العزيز بن مروان وهو بمصر ، وبشر معه يقود الجنود ، وكان يومئذ حديث السن : إني قد وليت أخاك بشرا البصرة ، فاشخص معه موسى بن نصير ، وزيرا ومشيرا ، وقد بعثت إليك بديوان العراق ، فادفعه إلى موسى ، وأعلمه أنه المأخوذ بكل خلل وتقصير ، فشخص بشر من مصر إلى العراق ، ومعه موسى بن نصير ، حتى نزل البصرة ، فلما نزلها دفع إلى موسى بن نصير خاتمه ، وتخلى عن جميع العمل ، فلبث موسى مع بشر ما لبث ، ثم إن رجلا من أهل العراق دخل على بشر بن مروان فقال له : هل لك أن أسقيك شرابا لا تشيب معه أبدا ، بعد أن أشترط عليك شروطا ؟ قال بشر : وما هي ؟ قال : لا تغضب ولا تركب ، ولا تجامع امرأة في أربعين ليلة ، ولا تدخل حماما ، فقبل ذلك بشر وأجابه ، وشرب ما أسقاه ، واحتجب عن قريب الناس وبعيدهم ، وخلا مع جواريه وخدامه ، فكان كذلك حتى أتته ولاية الكوفة وقد ضمت إليه مع البصرة ، فأتاه من ذلك ما لم يحمل فرحه ، ولا السرور به ، فدعا بركاب ليركبها ، فأتاه الرجل ، فناشده لا يخرج ولا يركب ، وأن لا يتحرك بحركة من مكانه ، فلم يلتفت بشر إلى كلامه ، ولم يقبل ما أمره به ، فلما رأى الرجل عزمه قال له : فاشهد لي على نفسك بأنك قد عصيتني ففعل بشر ذلك ، وأشهد أنه قد أبرأه ، فركب وهو يريد الكوفة ، فلم يسر إلا أميالا ، حتى وضع يده على لحيته ، فإذا هي في كفه قد سقطت من وجهه ، فلما رأى ذلك انصرف إلى البصرة ، فلم يلبث إلا قليلا حتى هلك [2] ، فلما بلغ عبد الملك موته ، وجه الحجاج بن يوسف واليا عليها . فقال موسى بن نصير : ما فاتك فلا يفوتك ، وكان عبد الملك قد أراده لأمر عتب عليه منه [3] . فكتب



[1] هو أبو عبد الرحمن موسى بن نصير ، اللخمي بالولاء ، كان من التابعين كان والده نصير على حرس معاوية . وقال ابن بشكوال في الصلة : أنه موسى بن نصير بن عبد الرحمن بن زيد .
[2] ذكر ابن كثير وفاته سنة 74 بالبصرة . وقال ابن الأعثم في الفتوح 4 / 319 أنه اعتل علة شديدة واستسقى بطنه فمات .
[3] ذكر ابن عذاري في البيان المغرب 1 / 39 أن موسى كان على خراج البصرة فاحتجن الأموال لنفسه ، فأوصى ( عبد الملك ) الحجاج به ألا يفوته . فلعل هذا الأمر هو ما عتب به عليه فيه خاصة بعد أن قدمه وولاه .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست