responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 34


مثلهم ، متسلحين ، فأحدقوا بخضراء دمشق ، وفيها عبد الملك بن مروان . فقالوا لعمرو : إن دخلت على عبد الملك يا أبا أمية ورابك منه شئ فأسمعنا صوتك ، فقال لهم : إن خفي عليكم صوتي ولم تسمعوه ، فالزوال بيني وبينكم ميعاد ، إن زالت الشمس ولم أخرج إليكم ، فاعلموا أني مقتول أو مغلوب ، فضعوا أسيافكم ورماحكم حيث شئتم ، ولا تغمدوا سيفا حتى تأخذوا بثأري من عدوي . قال :
فدخل ، وجعلوا يصيحون : يا أبا أمية ، أسمعنا صوتك . وكان معه غلام أسحم شجاع . فقال له : اذهب إلى الناس فقل لهم : ليس عليه بأس ، ليسمع عبد الملك أن وراءه ناسا ، فقال له عبد الملك : أتمكر يا أبا أمية عند الموت !
خذوه ، فأخذوه ، فقال له : إن أمير المؤمنين قد أقسم ليجعلن في عنقك جامعة منه ، ثم نتر إلى الأرض نترة ، فكسرت ثنيته . قال : فجعل عبد الملك ينظر إليه .
فقال عمرو : لا عليك يا أمير المؤمنين ، عظم انكسر [1] . فقال عبد الملك لأخيه عبد العزيز : اقتله حتى أرجع إليك . قال : فلما أراد عبد العزيز أن يضرب عنقه ، قال له عمرو : تمسك بالرحم يا عبد العزيز أنت تقتلني من بينهم فتركه ، فجاء عبد الملك فرآه جالسا ، فقال له : لم لا تقتله ؟ لعنه الله ولعن أما ولدته ! قال : فإنه قال : تمسك بالرحم فتركته . قال : فأمر رجلا عنده يقال له ابن الزويرع [2] ، فضرب عنقه ، ثم أدرجه في بساط ، ثم أدخله تحت السرير . قال : فدخل عليه قبيصة بن ذؤيب الخزاعي ، وكان أحد الفقهاء ، وكان رضيع عبد الملك بن مروان ، وصاحب خاتمه ومشورته ، فقال له عبد الملك : كيف رأيك في عمرو بن سعيد ؟ فأبصر قبيصة رجل عمرو تحت السرير ، فقال : اضرب عنقه يا أمير المؤمنين . فقال له عبد الملك : جزاك الله خيرا ، فما علمتك إلا ناصحا أمينا موافقا ، قال له : فما ترى في هؤلاء الذين أحدقوا بنا ، وأحاطوا بقصرنا ؟ قال قبيصة : اطرح رأسه إليهم يا أمير المؤمنين ، ثم اطرح عليهم الدنانير والدراهم



[1] زيد في الطبري وابن الأثير : فلا تركب ما هو أعظم من ذلك . فقال له عبد الملك : والله لو أعلم أنك تبقي علي إن أنا أبقيت عليك وتصلح قريش لأطلقتك ، ولكن ما اجتمع رجلان في بلدة قط على ما نحن عليه إلا أخرج أحدهما الآخر .
[2] في مروج الذهب 3 / 123 أبو الزعيزعة . وفي ابن الأثير : أبو الزعيرية . وفي رواية في الطبري وابن الأثير والعقد الفريد أن عبد الملك هو الذي ضربه فقتله ثم جلس على صدره فذبحه وهو يقول : يا عمرو أن لا تدع شتمي ومنقصتي * أضربك حيث تقول الهامة اسقوني

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست