responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 20


في ناحية الحجر ، ومعهم ابن الزبير ، وأهل الشام يرمونهم بالنبل . قال : فوقعت بين يديه نبلة . قال : في هذه خبر ، فأخذوها فوجدوا بها مكتوبا : مات يزيد بن معاوية يوم الخميس لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول . فلما قرأ ذلك ابن الزبير قال : يا أهل الشام ، يا محرقي بيت الله ، يا مستحلي حرم الله ، علام تقاتلون ؟ وقد مات طاغيتكم يزيد بن معاوية ، فأتاه الحصين بن نمير فقال له :
موعدك البطحاء الليلة يا أبا بكر . فلما كان الليل خرج ابن الزبير بأصحابه ، وخرج الحصين بأصحابه إلى البطحاء ، فتنحى كل واحد منهما من أصحابه وانفردا ، فقال الحصين : يا أبا بكر ، قد علمت أني سيد أهل الشام ، لا أدافع عن ذلك ، وأن أعنة خيلهم بيدي ، وأرى أهل الحجاز قد رضوا بك ، فأبايعك الساعة ، على أن تهدر كل شئ أصبناه يوم الحرة ، وتخرج معي إلى الشام ، فإني لا أحب أن يكون الملك في الحجاز . قال : لا والله لا أفعل لا أؤمن من أخاف الناس ، وأحرق بيت الله ، وانتهك حرمته . فقال الحصين : بلى ، فافعل ، فعلي إلا يختلف عليك اثنان . فأبى ابن الزبير . فقال له الحصين : لعنك الله ، ولعن من زعم أنك سيد ، والله لا تفلح أبدا ، اركبوا يا أهل الشام . فركبوا وانصرفوا قال :
فحدثني من شهد انصرافهم ، قال : والله إن كانت الوليدة لتخرج فتأخذ الفارس ما يمتنع . قال أبو معشر : وذلك أن المنهزم لا فؤاد له . قال : فبايع أهل الشام كلهم ابن الزبير ، إلا أهل الأردن [1] ، وبايع أهل مصر ابن الزبير ، وغلب على أهل العراق والحجاز واليمن ، وغلظ أمره ، وعظم شأنه ، واستخلف ابن الزبير الضحاك بن قيس على أهل الشام .
اختلاف أهل الشام على ابن الزبير قال : وذكروا أن ابن الزبير لما استخلف الضحاك على أهل الشام ، قام أناس من أهل الشام من رؤس قريش بني أمية وأشرافهم وفيهم روح بن زنباع الجذامي ، فقال بعضهم : إن الملك كان فينا أهل الشام ، أفينتقل ذلك إلى أهل الحجاز ؟ لا نرضى بذلك [2] ، هل لكم أن تأخذوا رجلا منا فينظر في هذا الأمر ؟



[1] وكان على الأردن حسان بن مالك بن بحدل ، وقد أبى أن يبايع لابن الزبير وأرادها لخالد بن يزيد بن معاوية .
[2] كان موت يزيد بن معاوية وارتباك الأسرة الأموية في معالجة النتائج السلبية التي انعكست عليها ، عاملا دعم موقف وسياسة ابن الزبير الذي خرج منتصرا من هزيمة عسكرية محققة وامتد نفوذه وانتشر . وجاء الاختفاء الغامض لمعاوية بن يزيد أزمة الأسرة الأموية خطورة ويفتح الصراعات بين الأجنحة الممثلة للسلطة الأموية على مختلف الاتجاهات ويضع الجميع على مفترق مصيري ، حيث الفراغ في السلطة المركزية يقابله تمدد لنفوذ وسلطة ابن الزبير . فبرز اتجاهان تجاذبا الصراع على نفوذ بعدما تمزقت الجبهة الأموية نتيجة الصراعات القديمة الجديدة بين الأجنحة القبلية التي كانت تقوم عليها السلطة المركزية الأموية السفيانية ، وتجلى هذا الصراع بين أجنحة ثلاثة كل منها يعمل لإيصال مرشحه للخلافة : - جناح خالد بن يزيد بن معاوية ممثل الشرعية السفيانية . - جناح مروان بن الحكم ، شيخ بني العاص ، والذي طرح مرشحه كمرشح تسوية أو إجماع . - جناح عمرو بن سعيد الأشدق وكان الأضعف في مواجهة التيارين الآخرين . كان هذا الصراع بين أجنحة الاتجاه اليمني - الكلبي . وأما الاتجاه القيسي وبعد أن رأى تماسك الاتجاه الأول وحرصه على المحافظة على المعادلة التقليدية في الشام ، تطلع إلى ابن الزبير وتحالف معه . وفي الاجتماع اليمني الذي عقد في الجابية جرت التسوية بين أجنحة هذا الاتجاه الثلاثة فطرح مروان كمرشح تسوية على أن يكون خالد بن يزيد وليا للعهد فضلا عن تعيينه أميرا على حمص ، وأعطيت للقطب الثالث عمرو بن سعيد ولاية عهد خالد وأمارة دمشق ( أنظر تفاصيل وافية أوردها د . إبراهيم بيضون في كتابه تكون الاتجاهات السياسية في الإسلام الأول ص 211 وما بعدما ، ومروج الذهب 3 / 103 ) . واشترط حسان بن بحدل - وكان رئيس قحطان وسيدها بالشام - ما كان لهم من الشروط على معاوية وابنه يزيد وابنه معاوية منها : أن يفرض لهم لألفي رجل ألفين ألفين ، وإن مات قام ابنه أو ابن عمه مكانه وعلى أن يكون لهم الأمر والنهي ، وصدر المجلس ، وكل ما كان من حل وعقد فعن رأي منهم ومشورة . فأجابه مروان إلى ما سأل . ( مروج الذهب 3 / 104 ) .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست