responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 78


أسد ، إن عدي بن حاتم ضمن لعلي قومه فأجابوه ، وقضوا عنه ذمامه ، فلم يعتل الغني بالغنى ، ولا الفقير بالفقر ، وواسى بعضهم بعضا ، حتى كأنهم المهاجرون في الهجرة ، والأنصار في الأثرة ، وهم جيرانكم في الديار ، وخلطاؤكم في الأموال ، فأنشدكم الله لا يقول الناس غدا : نصرت طئ وخذلت بنو أسد ، وإن الجار يقاس بالجار ، كالنعل بالنعل ، فإن خفتم فتوسعوا في بلادهم ، وانضموا إلى جبلهم ، وهذه دعوة لها ثواب من الله في الدنيا والآخرة . فقام إليه رجل منهم ، فقال له : يا زفر ، إنك لست كعدي ، ولا أسد كطئ ، ارتدت العرب ، فثبتت طئ على الإسلام ، وجاد عدي بالصدقة ، وقاتل بقومه قومك ، فوالله لو نفرت طئ بأجمعها لمنعت رعاؤها دارها ، ولو أن معنا أضعافنا لخفنا على دارنا ، فإن كان لا يرضيك منا إلا ما أرضى عديا من طئ ، فليس ذلك عندنا ، وإن كان يرضيك قدر ما يرد عنا عذر الخذلان ، وإثم المعصية ، فلك ذلك منا .
فسار معه من أسد جماعة ليست كجماعة طئ ، حتى قدم بها على علي .
توجه عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة قال : وذكروا أنه لما اجتمع طلحة والزبير وذووهما مع عائشة ، وأجمعوا على المسير من مكة ، وأتاهم عبد الله بن عامر [1] ، فدعاهم إلى البصرة ، ووعدهم الرجال والأموال ، فقال سعيد بن العاصي لطلحة والزبير : إن عبد الله بن عامر كلمه إلى البصرة ، وقد فر من أهلها فرار العبد الآبق ، وهم في طاعة عثمان ، ويريد أن يقاتل بهم عليا ، وهم في طاعة علي ، وخرج من عندهم أميرا ، ويعود إليهم طريدا ، وقد وعدكم الرجال والأموال ، فأما الأموال فعنده ، وأما الرجال فلا رجل . فقال مروان بن الحكم : أيها الشيخان ، ما يمنعكما أن تدعوا الناس إلى بيعة مثل بيعة علي ، فإن أجابوا كما عارضتماه ببيعة كبيعته ، وإن لم يجيبوكما عرفتما ما لكما في أنفس الناس . فقال طلحة : يمنعنا أن الناس بايعوا عليا بيعة عامة ، فبم ننقضها ؟ وقال الزبير : ويمنعنا أيضا من ذلك تثاقلنا عن نصرة عثمان ، وخفتنا إلى بيعة علي . فقال الوليد بن عقبة : إن كنتما أسأتما فقد أحسنتما ، وإن



[1] وكان عبد الله بن عامر بن كريز واليا على البصرة لعثمان ، وهو ابن خاله ، وقد هرب ليلا من الكوفة بعدما بايع أهل البصرة عليا . وقد جهزهم علي قاله المسعودي في مروج الذهب 2 / 394 بألف ألف درهم ومائة من الإبل وغير ذلك .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست