responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 48


سالما أمرهم ، كأن نبيهم بين أظهرهم ، فلما أيس الرجل من نفسه بايع رجلا من بعده أحد المهاجرين ، فلما احتضر ذلك الرجل شك في واحد أن يختاره ، فجعلها في ستة نفر بقية المهاجرين ، فأخذوا رجلا منهم لا يألون عن الخير فيه ، فبايعوه وهم ينظرون إلى الذي هو كائن من بعده ، لا يشكون ولا يمترون ، مهلا مهلا معشر المهاجرين ، فإن وراءكم من إن دفعتموه اليوم اندفع عنكم ، ومن إن فعلتم الذي أنتم فاعلوه دفعكم بأشد من ركنكم وأعد من جمعكم ، ثم استن عليكم بسنتكم ، ورأى أن دم الباقي ليس بممتنع بعد دم الماضي ، فسددوا وارفقوا ، لا يغلبكم على أمركم من حذرتكم ، فقال علي بن أبي طالب : كأنك تريد نفسك يا بن اللخناء لست هنالك ، فقال معاوية : مهلا عن شتم بنت عمك ، فإنها ليست بشر نسائك . يا معشر المهاجرين ، وولاة هذا الأمر ، ولاكم الله إياه فأنتم أهله ، وهذان البلدان مكة والمدينة مأوى الحق ومنتهاه ، إنما ينظر التابعون إلى السابقين ، والبلدان إلى البلدين فإن استقاموا استقاموا ، وأيم الله الذي لا إله إلا هو لئن صفقت إحدى اليدين على الأخرى لا يقوم السابقون للتابعين ، ولا البلدان للبلدين ، وليسلبن أمركم ولينقلن الملك من بين أظهركم ، وما أنتم في الناس إلا كالشامة السوداء في الثور الأبيض فإني رأيتكم نشبتم في الطعن على خليفتكم ، وبطرتم معيشتكم وسفهتم أحلامكم ، وما كل نصيحة مقبولة ، والصبر على بعض المكروه خير من تحمله كله .
قال : ثم خرج القوم وأمسك عثمان ابن عباس ، فقال له عثمان : يا بن عمي ويا بن خالتي ، فإنه لم يبلغني عنك في أمري شئ أحبه ولا أكرهه علي ولا لي ، وقد علمت أنك رأيت بعض ما رأى الناس ، فمنعك عقلك وحلمك من أن تظهر ما أظهروا ، وقد أحببت أن تعلمني رأيك فيما بيني وبينك فأعتذر ، قال ابن عباس : فقلت يا أمير المؤمنين ، إنك قد ابتليتني بعد العافية ، وأدخلتني في الضيق بعد السعة ، ووالله إن رأيي لك أن يجل سنك ، ويعرف قدرك ، وسابقتك ، والله لوددت أنك لم تفعل ما فعلت مما ترك الخليفتان قبلك ، فإن كان شيئا تركاه لما رأيا أنه ليس لهما علمت أنه ليس لك كما لم يكن لهما ، وإن كان ذلك لهما فتركاه خيفة أن ينال منهما مثل الذي نيل منك تركته لما تركاه له ، ولم يكونا أحق بإكرام أنفسهما منك بإكرام نفسك ، قال : فما منعك أن تشير علي بهذا قبل أن أفعل ما فعلت ؟ قال : وما علمي أنك تفعل ذلك قبل أن تفعل ؟

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست