responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 229


< فهرس الموضوعات > كتاب يزيد إلى أهل المدينة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > ما أجمع عليه أهل المدينة ورأوه من إخراج بني أمية < / فهرس الموضوعات > إلى أهل المدينة ، أعلمهم فيه قول يزيد ، وأحضهم على الطاعة والتسليم ، والرضا والقبول لما بذل لهم ، وأنهاهم أن يتعرضوا لجيوشه ، وقلت لرسولي :
اجهد السير ، فدخلها في عشر ، فوالله ما أرادوا ذلك ولا قبلوه ، وقالوا : والله لا يدخلها عنوة أبدا .
كتاب يزيد إلى أهل المدينة قال : وكتب يزيد إلى أهل المدينة كتابا ، وأمر عثمان بن محمد يقرأه عليهم ، فقدم الكتاب المدينة ، وعثمان خائف ، فقرأه عليهم ، فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم : أما بعد ، فإني قد نفستكم حتى أخلفتكم ، ورفعتكم حتى أخرقتكم [1] ، ورفعتكم على رأسي ثم وضعتكم ، وأيم الله لئن آثرت أن أضعكم تحت قدمي لأطأنكم وطأة أقل منها عددكم وأترككم أحاديث تتناسخ كأحاديث عاد وثمود ، وأيم الله لا يأتيكم مني أولى من عقوبتي ، فلا أفلح من ندم [2] .
ما أجمع عليه أهل المدينة ورأوه من إخراج بني أمية قال : وذكروا أنه لما قرئ الكتاب ، تكلم عبد الله بن مطيع ورجال معه كلاما قبيحا ، فلما استبان لهم أن يزيد باعث الجيوش إليه ، أجمعوا على خلافهم [3] ، واختلفوا في الرياسة أيهم يقوم بهذا الأمر . فقال قائل : ابن مطيع ،



[1] أخرقتكم : جعلتكم خرقى أي حمقى .
[2] قارن مع العقد الفريد 4 / 388 .
[3] لم يكن كتاب يزيد إلى أهل المدينة السبب في خلافهم عليه ، وقد يكون هو العامل الذي حرك الأسباب الحقيقية لتحرك أهل المدينة خاصة ودفعها إلى الواجهة حيث أخذت المواجهة بين المدنيين والحكم الأموي المتمثل بيزيد الطابع الصدامي والأكثر دموية . ولحركة المدينة أسباب كثيرة منها سياسية ومنها اقتصادية واجتماعية وأهم هذه الأسباب : - السياسة الأموية التي وضع معاوية بن أبي سفيان خطوطها الأولى كانت وراء الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالمدينة والتي دفعت بها إلى حدود الضيق والفقر ( انظر تفاصيل حول هذه السياسة أوردها د . إبراهيم بيضون في كتابه الحجاز والدولة الإسلامية 250 وما بعدها ) - القهر السياسي الذي عانى منه الحجاز عامة ، والمدينة ومكة خاصة حيث حظر على زعمائها تجاوز الاهتمامات الاجتماعية والثقافية بعد انتقال الخلافة إلى الشام - رفض الحكم الأموي ، وقد جاء غياب معاوية فرصة لإظهار هذا الرفض من الخفاء إلى العلن وقد كان غيابه مؤشرا للانفجار المرتقب ، وقد كان وجوده عاملا في منعه أو تجميده . - فشل الخليفة يزيد أمام الأزمات الخطيرة التي واجهت حكمه وانغماسه ( حسب الروايات ) بالترف والمجون واستغراقه حتى العبث في حياته الخاصة ساهم في إذكاء روح المعارضة وتجرؤها على الاعلان عن نفسها . - ضربه الرموز الإسلامية بمنتهى العنف ، حيث رأى في أتباعه هذه السياسة مدخلا إلى إثبات حضوره السلطوي لكن هذا شجع المعارضة على المبادرة إلى اتخاذ موقف علني ضده - ثورة الحسين التي كانت السباقة إلى رفض الأمر الواقع والتي انتهت بمأساة دموية في العراق وأوقعت النظام الأموي في ارتباك شديد . - حركة ابن الزبير التي استطاعت أن تستثمر النقمة المتزايدة على الحكم الأموي - وجود الوالي عثمان بن محمد بن أبي سفيان والذي وصفه بأنه غر قليل التجربة حديث السن وإخفاقه في التعاطي مع المستجدات الخطيرة في مكة والمدينة - محاولة أهل المدينة ( الأنصار ) إعادة التوازن الذي اختل منذ السقيفة ، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن دعوة ابن الزبير للمدينة لبيعته بعد مقتل الحسين لم يرافقها في المدينة كثير من الحماسة فقد انقسمت بين مؤيد له ومتحفظ ومتردد ، لكن اللقاء مع ابن الزبير تمحور حول هدف كبير مشترك هو الإطاحة بالخليفة الأموي . وما تولي عبد الله بن حنظلة ( من الأوس ) ، ( وهو ما سيرد بعد أسطر ) إلا الإشارة على التوجه الأنصاري لأهل المدينة . وهذا ما سيؤدي إلى استفراد المدينة في الحملة العسكرية التي استهدفتها .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست