responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 224


ونحن بالمسجد الحرام . قال : فقمنا فأتينا ابن عباس ، فوجدناه جالسا قد وضع له الخوان ، وعنده نفر . فقلنا : أما علمت بهذا الخبر يا بن عباس ؟ قال : وما هو ؟
قلنا : هلك معاوية . فقال : ارفع الخوان يا غلام ، وسكت ساعة ، ثم قال : جبل تزعزع ثم مال بكلكلة ، أما والله ما كان كمن كان قبله ، ولما يكن بعده مثله .
اللهم أنت أوسع لمعاوية فينا وفي بني عمنا هؤلاء لذي لب معتبر ، اشتجرنا بيننا ، فقتل صاحبهم غيرنا ، وقتل صاحبنا غيرهم ، وما أغراهم بنا إلا أنهم لا يجدون مثلنا ، وما أغرانا بهم إلا أنا لا نجد مثلهم ، كما قال القائل : ما لك تظلمني ؟ قال : لا أجد من أظلم غيرك . ووالله إن ابنه لخير أهله ، أعد طعامك يا غلام . قال : فما رفع الخوان حتى جاء رسول خالد بن الحكم إلى ابن عباس ، أن انطلق فبايع . فقال للرسول : اقرئ الأمير السلام ، وقل له : والله ما بقي في ما تخافون ، فاقض من أمرك ما أنت قاض ، فإذا سهل الممشى وذهبت حطمة الناس [1] ، جئتك ففعلت ما أحببت . قال : ثم أقبل علينا فقال : مهلا معشر قريش ، أن تقولوا عند موت معاوية : ذهب جد بني معاوية ، وانقطع ملكهم ، ذهب لعمر الله جدهم ، وبقي ملكهم وشرها بقية هي أطول مما مضى ، إلزموا مجالسكم وأعطوا بيعتكم . قال : فما برحنا حتى جاء رسول خالد فقال : يقول لك الأمير : لا بد لك أن تأتينا . قال : فإن كان لا بد ، فلا بد مما لا بد منه ، يا نوار هلمي ثيابي ، ثم قال : وما ينفعكم إتيان رجل إن جلس لم يضركم ؟ قال :
فقلت له : أتبايع ليزيد ، وهو يشرب الخمر ، ويلهو بالقيان ، ويستهتر بالفواحش ؟
قال : مه : فأين ما قلت لكم ؟ وكم بعده من آت ممن يشرب الخمر ، أو هو شر من شاربها ، أنتم إلى بيعته سراع ؟ أما والله إني لأنهاكم ، وأنا أعلم أنكم فاعلون ما أنتم فاعلون ، حتى يصلب مصلوب قريش بمكة ، يعني عبد الله بن الزبير .
كتاب يزيد بالبيعة إلى أهل المدينة قال : وذكروا أن نافع بن جبير قال : إني بالشام يوم موت معاوية ، وكان



[1] يريد ازدحام الناس .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست