responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 206


يصنعون إلا ما أحببت ، ثم قام معاوية ، فلما قام قالت عائشة : يا معاوية ، قتلت حجرا وأصحابه العابدين المجتهدين [1] . فقال معاوية ، دعي هذا ، كيف أنا في الذي بيني وبينك في حوائجك ؟ قالت : صالح ، قال : فدعينا وإياهم حتى نلقى ربنا ، ثم خرج ومعه ذكوان ، فاتكأ على يد ذكوان ، وهو يمشي ويقول : تالله إن رأيت كاليوم قط خطيبا أبلغ من عائشة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم مضى حتى أتى منزله . فأرسل إلى الحسين بن علي ، فخلا به ، فقال له :
يا بن أخي ، قد استوثق الناس لهذا الأمر ، غير خمسة نفر من قريش ، أنت تقودهم يا بن أخي ، فما أربك إلى الخلاف ؟ قال الحسين : أرسل إليهم ، فإن بايعوك كنت رجلا منهم ، وإلا لم تكن عجلت علي بأمر . قال : وتفعل ؟ قال :
نعم ، قال : فأخذ عليه أن لا يخبر بحديثهما أحدا ، فخرج ، وقد أقعد له ابن الزبير رجلا بالطريق ، فقال : يقول لك أخوك ابن الزبير : ما كان ؟ فلم يزل به حتى استخرج منه شيئا . قال : ثم أرسل معاوية بعده إلى ابن الزبير ، فخلا به .
فقال له : قد استوثق الناس لهذا الأمر ، غير خمسة نفر من قريش أنت تقودهم ، يا بن أخي ، فما أربك إلى الخلاف ؟ [2] قال : فأرسل إليهم ، فإن بايعوك كنت رجلا منهم ، وإلا لم تكن عجلت علي بأمر . قال : وتفعل ؟ قال : نعم . فأخذ عليه أن لا يخبر بحديثهما [3] أحدا [4] . قال : فأرسل بعده إلى ابن عمر ، فأتاه وخلا به ، فكلمه بكلام هو ألين من صاحبيه وقال : إني كرهت أن أدع أمة محمد بعدي كالضأن لا راعي لها ، وقد استوثق الناس لهذا الأمر غير خمسة نفر أنت تقودهم ، فما أربك إلى الخلاف ؟ قال ابن عمر : هل لك في أمر تحقن به الدماء وتدرك به حاجتك ؟ فقال معاوية : وددت ذلك ، فقال ابن عمر : تبرز سريرك ، ثم أجئ فأبايعك ، على أني بعدك أدخل فيما اجتمعت عليه الأمة ، فوالله لو أن الأمة اجتمعت بعدك على عبد حبشي لدخلت فيما تدخل فيه الأمة . قال : وتفعل ؟
قال : نعم . ثم خرج وأرسل إلى عبد الرحمن بن أبي بكر ، فخلا به . قال : بأي يد أو رجل تقدم على معصيتي ؟ فقال عبد الرحمن : أرجو أن يكون ذلك خيرا



[1] تقدمت الإشارة قريبا إلى ذلك .
[2] زيد في الطبري 5 / 304 قال : أنا أقودهم ! قال : نعم ، أنت تقودهم .
[3] في الطبري : بحديثهم .
[4] زيد في الطبري : قال : يا أمير المؤمنين ، نحن في حرم الله عز وجل ، وعهد الله سبحانه ثقيل فأبى عليه وخرج .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست