responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 186


العراق ، وكلهم يأخذ العطاء مع مثلهم من أبنائهم ومواليهم ، سوى شيعتك من أهل البصرة وأهل الحجاز ، ثم لم تأخذ لنفسك ثقة في العهد ، ولا حظا من القضية ، فلو كنت إذ فعلت ، ما فعلت ، وأعطاك ما أعطاك بينك وبينه من العهد والميثاق ، كنت كتبت عليك بذلك كتابا ، وأشهدت عليه شهودا من أهل المشرق والمغرب إن هذا الأمر لك من بعده ، كان الأمر علينا أيسر ، ولكنه أعطاك هذا فرضيت به من قوله ، ثم قال : وزعم على رؤوس الناس ما قد سمعت ، إني كنت شرطت لقوم شروطا ، ووعدتهم عدات ، ومنيتهم أماني ، إرادة إطفاء نار الحرب ، ومداراة لهذه الفتنة ، إذ جمع الله لنا كلمتنا وألفتنا ، فإن كل ما هنالك تحت قدمي هاتين ، ووالله ما عنى بذلك إلا نقض ما بينك وبينه ، فأعد للحرب خدعة ، وأذن لي أشخص إلى الكوفة ، فأخرج عامله منها ، وأظهر فيها خلعه ، وأنبذ إليه على سواء إن الله لا يهدي كيد الخائنين . ثم سكت . فتكلم كل من حضر مجلسه بمثل مقالته ، وكلهم يقول : ابعث سليمان بن صرد ، وابعثنا معه ، ثم الحقنا إذا علمت أنا قد أشخصنا عامله ، وأظهرنا خلعه . فتكلم الحسن ، فحمد الله ، ثم قال : أما بعد ، فإنكم شيعتنا وأهل مودتنا ، ومن نعرفه بالنصيحة والصحبة والاستقامة لنا ، وقد فهمت ما ذكرتم ولو كنت بالحزم في أمر الدنيا وللدنيا أعمل وأنصب ، ما كان معاوية بأبأس مني بأسا ، وأشد شكيمة ، ولكان رأيي غير ما رأيتم ، ولكني أشهد الله وإياكم أني لم أرد بما رأيتم إلا حقن دمائكم ، وإصلاح ذات بينكم ، فاتقوا الله وارضوا بقضاء الله ، وسلموا لأمر الله ، والزموا بيوتكم ، وكفوا أيديكم ، حتى يستريح بر ، أو يستراح من فاجر ، مع أن أبي كان يحدثني أن معاوية سيلي الأمر ، فوالله لو سرنا إليه بالجبال والشجر ، ما شككت أنه سيظهر ، إن الله لا معقب لحكمه ، ولا راد لقضائه ، وأما قولك : يا مذل المؤمنين ، فوالله لأن تذلوا وتعافوا أحب إلي من أن تعزوا وتقتلوا ، فإن رد الله علينا حقنا في عافية قبلنا ، وسألنا الله العون على أمره ، وإن صرفه عنا رضينا ، وسألنا الله أن يبارك في صرفه عنا ، فليكن كل رجل منكم حلسا من [1] أحلاس بيته ، ما دام معاوية حيا ، فإن يهلك ونحن وأنتم أحياء ، سألنا الله العزيمة على



[1] الحلس : هو ما يلي ظهر الدابة تحت البرذعة ، والمعنى : أن يلزم كل منكم بيته ولا يبارحه . والرجل الحلوس : هو الرجل الحريص الملازم .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست