responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 184


من حاربت ، وتسالمون من سالمت ، فلما سمعوا ذلك ارتابوا وأمسكوا أيديهم وقبض هو يده ، فأتوا الحسين ، فقالوا له : ابسط يدك نبايعك على ما بايعنا عليه أباك ، وعلى حرب المحلين الضالين أهل الشام ، فقال الحسين : معاذ الله أن أبايعكم ما كان الحسن حيا . قال : فانصرفوا إلى الحسن ، فلم يجدوا بدا من بيعته ، على ما شرط عليهم ، فلما تمت البيعة له ، وأخذ عهودهم ومواثيقهم على ذلك ، كاتب معاوية ، فأتاه فخلا به ، فاصطلح معه على أن لمعاوية الإمامة ما كان حيا ، فإذا مات فالأمر للحسن [1] ، فلما تم صلحهما صعد الحسن إلى



[1] أقام الحسن بالكوفة بعد مقتل أبيه شهرين كاملين لا ينفذ إلى معاوية أحد ، ولا ذكر المسير إلى الشام فورد عليه كتاب من ابن عباس ومما جاء فيه : " يا بن رسول الله فإن المسلمين ولوك أمرهم بعد أبيك ( رض ) وقد أنكروا قعودك عن معاوية وطلبك لحقك فشمر للحرب وجاهد عدوك . فبعث الحسن ( رض ) بكتاب إلى معاوية - بعد بيعته - يدعوه إلى طاعته وبيعته ، فكتب إليه معاوية برفض ما طلبه منه ثم جمع الناس وخرج في ستين ألفا يريد العراق . عندئذ سار الحسن من الكوفة إلى مسكن وتجهز وعبأ الجيش ، وجرت في عسكره مشاحنات حتى أنهم نفروا بسرادقه ونهبوا متاعه ، وتفرق الأمر عنه كتب إلى معاوية في الصلح وفق شروط . وكان ذلك بعد أن رأى الحسن نفسه أمام ظروف دقيقة - حتمت عليه - بعد موقف الحيرة الذي وجد نفسه فيه - اتخاذ الموقف الجرئ الواضح والذي لم يرض أن يهرق في أمره محجمة دم ، فكانت خطة حقن الدماء التي أقرها وقررها أما الظروف التي أملت عليه اتخاذ هذا الموقف فهي : 1 - خطة الحرب النفسية والدعائية التي شنها معاوية والتي قضى من ورائها تدمير مقاومة الجيش في مسكن . 2 - نشر الشائعات في جيش الحسن ، وكانوا من أغرار الناس المتأرجحين بين الطاعة والعصيان والمتأهبين للفتنة والاضطرابات في كل حين . 3 - تهديم معنويات جيش الحسن . هذا ما أدى إلى نهب سرادق الحسن ومتاعه وعامة أثقاله وتفرق أصحابه . ومما أدى إلى تطاول سنان بن الجراح الأسدي إلى مهاجمة الحسن وجرحه جراحة كادت تأتي عليه ، وما هم به المختار بن أبي عبيدة في إقناع عمه باستيثاق الحسن وأن يستأمن به من معاوية ، وانخزال القبائل ، قبيلة بعد قبيلة إلى معاوية . أمام هذا كله وقف الحسن غير عابئ بما يدور حوله ، ووضع خطته فيما يريده الله وما يؤثره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يجب لصيانة المبدأ أما ما يقوله الناس ، فلم يكن ذلك مما يعنيه كثيرا ( انظر الطبري - اليعقوبي - ابن كثير ) . ومما اشترطه الحسن على معاوية : 1 - أن يعمل معاوية بالمؤمنين بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرة الخلفاء الصالحين من بعده . 2 - ليس لمعاوية أن يعهد لأحد من بعده عهدا بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين . 3 - الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله شامهم وعراقهم وتهامهم وحجازهم .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست