responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 175


دار ، تسفكون دماءكم ، وتقتلون أولادكم ، وتقطعون أرحامكم ، وتأكلون أموالكم بينكم بالباطل ، فمن الله عليكم ، فبعث محمدا إليكم بلسانكم ، فكنتم أنتم المؤمنين ، وكان الرسول فيكم ومنكم ، تعرفون وجهه ونسبه ، فعلمكم الكتاب والحكمة والسنة والفرائض ، وأمركم بصلة الأرحام ، وحقن الدماء ، وإصلاح ذات بينكم ، وأن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ، وأن توفوا بالعقود ، وأن تعاطفوا وتباروا وتراحموا ، نهاكم عن التظالم والتحاسد والتقاذف والتباغي ، وعن شرب الحرام ، وعن بخس المكيال والميزان ، وتقدم إليكم فيما أنزل عليكم أن لا تزنوا ولا تأكلوا أموال اليتامى ظلما ، فكل خير يبعدكم عن النار قد حضكم عليه ، وكل شر يبعدكم عن الجنة قد نهاكم عنه ، فلما استكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم مدته من الدنيا توفاه الله وهو مشكور سعيه مرضي عمله ، مغفور له ذنبه ، شريف عند الله نزله ، فيا لموته مصيبة خصت الأقربين ، وعمت المؤمنين ، فلما مضى تنازع المسلمون الأمر بعده ، فوالله ما كان يلقى في روعي [1] ، ولا يخطر على بالي أن العرب تعدل هذا الأمر عني ، فما راعني إلا إقبال الناس على أبي بكر ، وإجفالهم عليه ، فأمسكت يدي ، ورأيت أني أحق بمقام محمد في الناس ممن تولى الأمور علي ، فلبثت بذلك ما شاء الله ، حتى رأيت راجعة من الناس رجعت عن الإسلام ، يدعون إلى محو دين محمد . وملة إبراهيم عليهما السلام . فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله . إن أرى في الإسلام ثلما [2] وهدما . تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولاية أمركم . التي إنما هي متاع أيام قلائل . ثم يزول ما كان منها ، كما يزول السراب ، فمشيت عند ذلك إلى أبي بكر فبايعته ، ونهضت معه في تلك الأحداث ، حتى زهق الباطل ، وكانت كلمة الله هي العليا ، وأن يرغم الكافرون ، فتولى أبو بكر رضي الله عنه تلك الأمور فيسر ، وسدد ، وقارب ، واقتصد ، فصحبته مناصحا ، وأطعته فيما أطاع الله فيه جاهدا ، فلما احتضر بعث إلى عمر ، فولاه ، فسمعنا وأطعنا ، وبايعنا وناصحنا ، فتولى تلك الأمور ، فكان مرضي السيرة ، ميمون النقيبة أيام حياته ، فلما احتضر قلت في نفسي : ليس يصرف هذا الأمر عني . فجعلها عمر شورى وجعلني سادس ستة ، فما كانوا لولاية أحد منهم بأكره منهم لولايتي ، لأنهم كانوا



[1] روعي : بالضم القلب أو موضع الروع منه ، وبفتح الراء : الفزع .
[2] ثلما أي خرقا .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست