responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 101


كما ذكرت ، ففرق بيننا وبينكم أن الله بعث رسوله منا ، فآمنا به وكفرتم ، ثم زعمت أني قتلت طلحة والزبير ، فذلك أمر غبت عنه ولم تحضره ، ولو حضرته لعلمته ، فلا عليك ، ولا العذر فيه إليك ، وزعمت أنك زائري في المهاجرين ، وقد انقطعت الهجرة حين أسر أخوك [1] ، فإن يك فيك عجل فاسترفه [2] وإن أزرك فجدير أن يكون الله بعثني عليك للنقمة منك ، والسلام .
قدوم عقيل بن أبي طالب على معاوية قال : وذكروا أن عقيل بن أبي طالب قدم على أخيه علي بالكوفة ، فقال له علي : مرحبا بك وأهلا . ما أقدمك يا أخي ؟ قال تأخر العطاء عنا ، وغلاء السعر ببلدنا ، وركبني دين عظيم ، فجئت لتصلني . فقال علي : والله ما لي مما ترى شيئا إلا عطائي ، فإذا خرج فهو لك . فقال عقيل : وإنما شخوصي من الحجاز إليك من أجل عطائك ؟ وماذا يبلغ مني عطاؤك ؟ وما يدفع من حاجتي ؟ فقال علي : فمه ! هل تعلم لي ما لا غيره ؟ أم تريد أن يحرقني الله في نار جهنم في صلتك بأموال المسلمين ؟ فقال عقيل : والله لأخرجن إلى رجل هو أوصل لي منك : " يريد معاوية " ، فقال له علي : راشدا مهديا . فخرج عقيل ! حتى أتى معاوية . فلما قدم عليه ، قال له معاوية : مرحبا وأهلا بك يا بن أبي طالب ، ما أقدمك علي ؟ فقال : قدمت عليك لدين عظيم ركبني ، فخرجت إلى أخي ليصلني ، فزعم أنه ليس له مما يلي إلا عطاؤه ، فلم يقع ذلك مني موقعا ، ولم يسد مني مسدا فأخبرته أني سأخرج إلى رجل هو أوصل منه لي ، فجئتك .
فازداد معاوية فيه رغبة ، وقال : يا أهل الشام هذا سيد قريش ، وابن سيدها ، عرف الذي فيه أخوه من الغواية والضلالة ، فأثاب إلى أهل الدعاء إلى الحق ، ولكني أزعم أن جميع ما تحت يدي لي ، فما أعطيت فقربة إلى الله ، وما أمسكت فلا جناح علي فيه فأغضب كلامه عقيلا لما سمعه ينتقص أخاه ، فقال :
صدقت خرجت من عند أخي على هذا القول ، وقد عرفت من في عسكره ، لم أفقد والله رجلا من المهاجرين والأنصار ، ولا والله ما رأيت في عسكر معاوية رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . فقال معاوية عند ذلك : يا



[1] إثارة إلى أسر أخيه عمرو بن أبي سفيان يوم بدر .
[2] استرفه فعل أمر أي استرح ولا تستعجل .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الشيري نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست