الفقيه لاستماع ما يجوز استماعه كافٍ في جوازه من باب الأحكام الحكومية، أم يجب عليهم العمل بفتوى مرجعهم؟
ج:
الفتوى بالجواز أو بعدم الجواز في استماع الموسيقى، ليس من الأحكام الحكومية، بل هو حكم شرعي فقهي، و الواجب على كل مكلّف في أعماله هو الأخذ بفتوى مرجع تقليده فيها، و لكن الموسيقى إذا لم تكن من الموسيقى اللهوية المتناسبة مع مجالس اللهو و العصيان، و لا مما تترتب عليها مفسدة من المفاسد، فلا وجه لحرمتها.
س 51:
ما هو المقصود من الموسيقى و الغناء؟
ج:
الغناء هو ترجيع الصوت على الوجه المناسب لمجالس اللهو، و هو من المعاصي، و يحرم على المغنّي و المستمع، و أما الموسيقى فهي العزف على آلاتها، فإن كانت بالشكل المتعارف في مجالس اللهو و العصيان فهي محرّمة على عازفها و على مستمعها أيضاً، و أما إذا لم تكن على ذلك النحو فهي جائزة في نفسها و لا بأس فيها.
س 52:
اعمل في مكان يستمع صاحبه دائماً إلى أشرطة الغناء، فأجد نفسي مجبراً على السماع، فهل يجوز لي ذلك أم لا؟
ج:
إذا كانت الأشرطة تحتوي على الغناء أو على الموسيقى اللهوية المتناسبة مع مجالس اللهو و الباطل و العصيان، فلا يجوز الإنصات و الاستماع إليها؛ لكنك إذا كنت مضطراً إلى الحضور في مكان العمل المذكور فلا بأس عليك في ذهابك إليه و الاشتغال بالعمل هناك، و لكن يجب عليك عدم الإنصات و عدم الاستماع إلى الأغاني و إن كانت تصل إلى مسامعك و تسمعها.
س 53:
ما هو حكم الموسيقى التي تُبثّ من الإذاعة و التلفزيون التابعَين للجمهورية الإسلامية؟ و هل صحيح ما يقال بأنّ سماحة الإمام (قدس سره) قد أحلّ الموسيقى مطلقاً؟
ج:
إنّ نسبة تحليل الموسيقى بشكل مطلق إلى الراحل العظيم سماحة الإمام الخميني (قدس سره) كذب و افتراء، فإنه (قدس سره) كان يرى حرمة الموسيقى اللهوية التي تتناسب مع مجالس اللهو و العصيان، كما هي كذلك في نظرنا أيضاً، لكن الاختلاف في و جهات النظر ينشأ من تشخيص الموضوع لأنه موكول إلى نظر المكلّف نفسه، و قد يختلف نظر العازف مع نظر المستمع، فما يراه المكلّف من الموسيقى اللهوية المتناسبة مع مجالس اللهو و العصيان يحرم عليه استماعه، و أما الأصوات المشكوكة فهي محكومة بالحلّ، و مجرد البث من الإذاعة و التلفزيون ليس حجة شرعية له على الحلّ و الإباحة.
س 54:
تُبثّ أحياناً من الإذاعة و التلفزيون بعض الألحان الموسيقية التي تتناسب مع مجالس اللهو و الفسق، بحسب اعتقادي، فهل يجب عليّ الامتناع عن الاستماع إليها و منع الآخرين أيضاً منها؟
ج:
إذا كنت ترى أنها من نوع الموسيقى اللهوية المناسبة لمجالس اللهو، فلا يجوز لك الاستماع إليها، و لكن نهي الآخرين عنها من باب النهي عن المنكر موقوف على إحراز أنهم يرَون فيها رأيك من كونها من نوع الموسيقى المحرّمة.