يقع التمييز بعد كلّ ما دلّ على تعجب، نحو «ماأحسن زيدا رجلا،
- و يعرف ذلك بصحة حذف أفعل التفضيل، و وضع لفظ بعض موضعه؛ فنحو «زيدأفضل رجل» تجد أفعل
التفضيل- و هو أفضل- باعتبار الفرد الذى يتحقق فيه- واحدا من جنس الرجل، و كذلك
نحو «هندأفضل امرأة» تجد أفعل
التفضيل بعض الجنس، و يمكن أن تحذف أفعل التفضيل فى المثالين و تضع مكانه لفظ «بعض» فتقول: زيد بعض جنس الرجل، أى بعض الرجال، و هند بعض جنس المرأة،
أى بعض النساء.
[1]من تقرير هذه المسألة تعلم أن تمييز أفعل
التفضيل يجب جره فى صورة واحدة، و هى: أن يكون التمييز غير فاعل فى المعنى، و أفعل
التفضيل ليس مضافا لغير تمييزه، و يجب نصبه فى صورتين اثنتين؛ أولاهما: أن يكون
التمييز فاعلا فى المعنى- سواء أضيف أفعل التفضيل إلى غير التمييز، نحو أنت أعلى
الناس منزلا، أم لم يضف إلى غير التمييز، نحو أنت أعلى منزلا- و ثانيتهما: أن يكون
التمييز غير فاعل فى المعنى، بشرط أن يكون أفعل مضافا إلى غير التمييز، نحو أنت
أفضل الناس بيتا؛ لأنه يتعذر حينئذ إضافة أفعل التفضيل مرة أخرى.
[2] «وبعد» ظرف متعلق بقوله «ميز» الآتى،
و بعد مضاف، و «كل» مضاف إليه، و كل مضاف، و «ما» اسم موصول: مضاف إليه «اقتضى» فعل
ماض، و فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة «تعجبا» مفعول به لاقتضى، و
الجملة من اقتضى و فاعله و مفعوله لا محل لها صلة الموصول «ميز» فعل
أمر، و فاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «كأكرم» الكاف
جارة لقول محذوف، أكرم:
فعل ماض جاء على صورة الأمر «بأبى» الباء
زائدة، أبى: فاعل أكرم، و أبى مضاف، و «بكر» مضاف
إليه «أبا» تمييز.
نام کتاب : شرح ابن عقيل علي الفيه ابن مالك نویسنده : ابن عقيل جلد : 1 صفحه : 667