الذي لا مرد له " [1] وعلى هذا فيكون معنى القضاء هو النقش الحتمي في اللوح المحفوظ. وفيه: " خلق الله المشيئة بنفسها ثم خلق الاشياء بالمشيئة " [2]. قيل في معناه " إن الائمة (ع) تارة يطلقون المشيئة والارادة على معنى واحد، وتارة على معنيين مختلفين، والمراد بهذه العبارة أن الله تعالى خلق اللوح المحفوظ ونقوشها من غير سبب آخر من لوح ونقش آخر وخلق سائر الاشياء بسببهما، وهذا مناسب لقوله (ع): " أبى الله أن يجري الاشياء إلا بأسبابها ". وفيه: " أمر الله ولم يشأ وشاء ولم يأمر، أمر إبليس أن يسجد لآدم وشاء أن لا يسجد ولو شاء لسجد، ونهى آدم عن أكل الشجرة وشاء أن يأكل منها ولو لم يشأ لم يأكل " [3] ومنه يعلم أن جميع الكائنات مطابقة لعلمه السابق في الممكنات وهو لا يؤثر في المعلوم كما سبق فلا إشكال. وفيه: " إن لله إرادتين ومشيئتين: إرادة حتم وإرادة عزم، ينهى وهو يشاء ويأمر وهو لا يشاء، نهى آدم (ع) وزوجته أن يأكلا من الشجرة وشاء أن يأكلا ولو لم يشأ أن يأكلا لما غلبت شهوتهما مشيئة الله تعالى، وأمر إبراهيم أن يذبح إسحاق ولم يشأ أن يذبحه ولو شاء لما غلبت مشيئة إبراهيم مشيئته " [4] وفيه وقد سئل عن علم الله ومشيئته هما مختلفان أم متفقان ؟ فقال (ع): " العلم ليس هو المشيئة، ألا ترى أنك تقول سأفعل كذا إن شاء الله تعالى ولا تقول إن علم الله تعالى، فقولك إن شاء الله [1] ذكر هذا الحديث في الكافي ج 1 ص 150 عن أبى الحسن موسى بن جعفر (ع). [2] الكافي ج 1 ص 110. [3] الكافي ج 1 ص 150. [4] الكافي ج 1 ص 150. (*)