و " السيب " مصدر ساب الماء يسيب: جرى، فهو سائب. وسيبت الدابة: تركتها تسيب حيث شاءت. وساب الفرس يسيب سيبانا: ذهب على وجهه. وانساب الماء، جرى بنفسه. وفي دعاء الاستسقاء: " واجعله سيبا نافعا " أي مطرا سائبا، أي جاريا. وفي الحديث: " لكل مؤمن حافظ وسائب " الحافظ من الولاية، والسائب هو بشارة من محمد صلى الله عليه وآله يبشر بها المؤمن أين ما كان وحيث ما كان. س ى ح قوله تعالى، (فسيحوا في الارض أربعة أشهر) [ 9 / 3 ] أي سيروا فيها آمنين حيث شئتم، وأشهر السياحة شوال وذو القعدة وذو الحجة والمحرم. وفي الحديث " (سيحوا في الارض أربعة أشهر) قال: عشرين من ذي الحجة ومحرم وصفر وشهر ربيع الاول وعشرة أيام من شهر ربيع الآخر " [1]، ولا يحسب في الاربعة الاشهر العشرة الايام من ذي الحجة. قوله، (سائحات) [ 66 / 5 ] يعنى صائمات، والسياحة في هذه الآية الصوم، وكأن السائح لما كان يسيح ولا زاد له، شبه الصائم به لانهما لا يطعمان بسياحتهم، وقيل مهاجرات، وقيل ما ضيات في طاعة الله ورسوله. وفي الحديث " لا سياحة في الاسلام " قيل هي من في الارض يسيح إذا ذهب فيها، أخذا من سيح الماء الجاري المنبسط على الارض، أراد بها مفارقة الامصار وسكنى البراري وترك الجمعة والجماعات، وقيل من يسيحون في الارض بالنميمة والافساد بين الناس، والاول أظهر. ومنه الحديث " سياحة أمتي الغزو والجهاد ". وفي الحديث " كان من شرائع عيسى عليه السلام السيح في البلاد ". وفيه من " أوصاف الامام عليه السلام سياحة الليل وسياحة النهار ". [1] البرهان ج 2 ص 102. (*)