ذكروه - نهى كمال لا نهي حقيقه، أي الاكمل في إنفاقكم أن تقصدوا إلى الطيب لا الخبيث، يؤيده ما روي عن ابن بكير قال: قلت لابي جعفر (ع) في قول رسول الله صلى الله عليه وآله " إذا زنا الزاني فارقه روح الايمان " قال هو قوله، (وأيدهم بروح منه) ذلك الذى يفارقه. وفي حديث آخر: قلت: هل يبقى من الايمان شئ ما أوقد انخلع منه أجمع ؟ قال: لا بل يبقى، فإذا قام عاد إليه روح الايمان " [1]. وعلى هذا يحمل قوله عليه السلام " من أفطر يوما في شهر رمضان خرج منه روح الايمان " أي فارقه ما يكمل به الايمان. وفي حديث الصادق (ع) " إن الله خلق أجسادنا من عليين، وخلق أرواحنا من فوق ذلك، وخلق أرواح شيعتنا من عليين وخلق أجسادهم من دون ذلك، فمن أجل ذلك القرابة بيننا وبينهم وقلوبهم تحن إلينا " [2]. وفى الحديث القدسي " يا محمد إني خلقتك وعليا نورا " يعني روحا " بلا بدن ثم جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة " قال بعض الافاضل: من المعلوم أن جعل المجردتين واحدة تمتنع وكذا قسمة المجرد، فينبغي حمل الروح هنا على آلة جسمانية نوارنية منزهة عن الكثافة البدنية انتهى. وفى الحديث " إن الله تعالى خلق الارواح قبل الاجساد بألفي عام " قال الشيخ محمد بن محمد بن النعمان: هو من أخبار الآحاد وقد روته الخاصة، وليس هو مع ذلك مما يقطع على الله بصحته، وإنما نقل لحسن الظن به، فإن ثبت فالمعنى فيه إن الله تعالى قدر الارواح في علمه قبل اختراع الاجساد، واخترع الاجساد واخترع لها الارواح بالخلق للارواح، ولولا ذلك لكانت الارواح تقوم بأنفسها ولكنا نعرف ما سلف لنا من الاحول قبل [1] من لا يحضر ج 4 ص 14. [2] الكافي ج 1 ص 389، وفيه " ان الله خلقنا من عليين ". (*)