وقال السيرافي
: ليس هذا الرأي الذي أنكره الزجاج بمنكر ، وذلك أنه يقدّر أنّ المدّ الذي يزاد
بعد النطق بالألف الأولى يرام به ألف آخر ، وإن لم ينفصل عن الأوّل ولم يتميّز ؛
وتحذف في الوقف
: المضموم ما قبلها والمكسور ما قبلها ، نحو : اضربن واضربن ؛ وكان يونس [١] يقول : أقلبها واوا بعد الضمة في نحو : اخشون ، وياء
بعد الكسرة في نحو : اخشين ، فأقول : اخشوو ، واخشيي ، قال الخليل : لا أرى ذلك
إلّا على مذهب من قال من أهل اليمن : هذا زيدو ، ومررت بزيدي ؛ وهي غير فصيحة ؛
وأمّا في نحو :
اضربن واضربن ، فيقول يونس : اضربو واضربي وفاقا لغيره في اللفظ ، إلّا أن الواو
والياء ، عنده ، عوضان من النون ، وعند غيره : هما الضميران المردودان بعد حذف
النون كما يجيء ؛
ويقول في : هل
تضربن ، وهل تضربن : هل تضربو وهل تضربي ، بلا نون ، والواو والياء بدلان من النون
الخفيفة ، وعند غيره : هل تضربون وهل تضربين ، والواو والياء ضميران ردّا بعد حذف
نون التأكيد ، فتردّ النون التي سقطت لأجل نون التأكيد ، كما يجيء ؛
قوله : «فيردّ
ما حذف» ، يعني إذا حذفت النون ، أعيد إلى الفعل الموقوف عليه : ما أزيل في الوصل
بسببها ، من الواو ، والياء وحدهما ، كما تقول في : اضربن واضربن ، واخشون واخشين
: اضربوا واضربي ، واخشوا واخشي ؛ أو ، من الواو والياء مع النون التي بعدهما ،
كما تقول في : هل تضربن ، وهل تضربن ، وهل تخشون وهل تخشين : هل تضربون وهل تضربين
، وهل تخشون وهل تخشين ؛
وهذا أيضا ،
بناء على أنهم قدّروا النون المخففة ، المحذوفة للوقف : معدومة من أصلها لعدم
لزومها للفعل ، بخلاف التنوين ، فإن الوقف في : جاءني قاض ، بغير ردّ الياء على