والغالب بعد «لا
جرم» : الفتح ، قال تعالى : (لا جَرَمَ أَنَّ
لَهُمُ النَّارَ)[٢] ، فلا ، إمّا ردّ للكلام السابق ، على ما هو مذهب
الخليل ، أو زائدة ، كما في : لا أقسم ، لأن في جرم معنى القسم ؛
وجرم ، فعل ماض
عند سيبويه والخليل [٣] ، وقال سيبويه ، معنى جرم : حقّ ، فأنّ فاعله ؛ واستشهد
بقوله :
برفع فزارة ،
وأن يغضبوا : بدل اشتمال منها ؛ أي : حقّ غضب فزارة بعدها ؛ وقال الفراء : بل
الرواية : جرمت فزارة ، بنصب فزارة ، أي : كسبت الطعنة فزارة الغضب ، أي : جرمت
لهم الغضب ، كقوله تعالى : (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ
شَنَآنُ قَوْمٍ ..)[٥] ، أي : لا يجرمنّ لكم ، وبمثله فسرّ بعضهم الآية ، أي :
جرم كفرهم : أن لهم النار ، فأن مفعول جرم ؛
وقال الفراء :
هي ، أي لا جرم ، كلمة كانت في الأصل بمعنى : لا بدّ ، ولا محالة ، لأنه يروى عن
العرب : لا جرم ، والفعل والفعل [٦] ، يشتركان في المصادر ، كالرّشد والرّشد ، والبخل
والبخل ؛ والجرم : القطع ، أي : لا قطع من هذا ، كما أن : لا بدّ ، بمعنى : لا قطع
؛ فكثرت وجرت على ذلك حتى صارت بمعنى القسم للتأكيد الذي فيها ، فلذلك تجاب بما
يجاب به القسم فيقال : لا جرم لآتينّك ، ولا جرم لقد أحسنت ، ولا