الإفضاء :
الوصول ، والباء بعده للتعدية ، أي لإيصال فعل ... والمراد بايصال الفعل إلى الاسم
: تعديته إليه ، حتى يكون المجرور مفعولا به لذلك الفعل فيكون منصوب المحل ، فلذا
جاز العطف عليه بالنصب في قوله تعالى : (وَأَرْجُلَكُمْ)[١] ،
ويسمّيها بعضهم
حروف الإضافة ، لهذا المعنى ، أي تضيف الأفعال إلى الأسماء أي توصلها إليها ، ومن
هذا سمّيت حروف الجرّ ، لأنها تجرّ معناها إليها ، والأظهر أنه قيل لها حروف الجر
، لأنها تعمل إعراب الجرّ ، كما سميت بعض الحروف حروف الجزم ، وبعضها حروف النصب ،
وأراد بقوله :
شبه الفعل : اسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، والمصدر ، كما ذكرنا في
الحال [٢] ؛ نحو : مررت بزيد ، وأنا مارّ بزيد ، وزيد ممرور به ، ومروري بزيد حسن ،
وزيد بعيد عن الأذى ؛
ويعني بمعناه :
الظرف ، والجار والمجرور نحو قولك : زيد عندك أو في الدار لاكرامك ، فاللام في :
لإكرامك ؛ يعدّي الظرف إلى إكرامك ، وهو في الحقيقة معدّ للفعل المقدر ، أو لشبهه
، وذلك لأن التقدير : زيد استقرّ أو مستقرّ ، لكن لمّا سدّ الظرف مقام [٣] الفعل أو شبهه ، جاز أن يقال : إن الجارّ معدّ للظرف ،
وكذا في : يا زيد ، فإن «يا» قائم مقام أنادي ،
وأورد المصنف
لتمثيل تعديته معنى الفعل : هذا في الدار أبوه [٤] ، ولا أراه من ذلك