عسى زيد القيام ، وكذا منعوا من : عسى قيام زيد ، فلأن المضارع المقترن بأن
للاستقبال خاصّة ، والطمع والإشفاق مختصان بالمستقبل ، فهو أليق بعسى من المصدر ،
ومن ثمّ قد تحمل لعلّ وإن كانت من أخوات «إنّ» عليه ، نحو : لعلّك أن تقوم [١] ،
قوله : «وإذا
دخل النفي على كاد .. إلى آخره» ، قال بعضهم في كاد : ان نفيه إثبات وإثباته نفي ،
بخلاف سائر الأفعال ؛
أمّا كون
إثباته نفيا ، فإن أرادوا به أنك إذا قلت : كاد زيد يقوم وأثبتّ الكود [٣] ، أي القرب فهذا الإثبات نفي ، فهذ غلط فاحش وكيف يكون
إثبات الشيء نفيه ؛ بل في : كاد زيد يقوم ، إثبات القرب من القيام بلا ريب ؛
وإن أرادوا أن
إثبات كاد ، دالّ على نفي مضمون خبره ، فهو صحيح وحقّ ، لأن قربك من الفعل لا يكون
إلا مع انتفاء الفعل منك ، إذ لو حصل منك الفعل لكنت آخذا في الفعل ، لا قريبا منه
؛
وأمّا كون نفيه
إثباتا فنقول ، أيضا : إن قصدوا أن نفي الكود أي القرب في : ما كدت أقوم : إثبات
لذلك المضمون ، فهو من أفحش الغلط ، وكيف يكون نفي الشيء إثباته ، وكذا إن أرادوا
أن نفي القرب من مضمون الخبر إثبات لذلك المضمون ، بل هو أفحش ،