فهو يتبع
الماضي في مجرّد الإعلال ، ويعلّ في كل واحد منهما بما يليق به ،
فكل ما له أصل
معلّ ، إذا انفتح عينه وسكن ما قبله ، ينقل الفتح إلى الساكن ويقلب العين ألفا ،
نحو : يهاب وأقام واستقام ؛ وليس النقل لأجل الثقل ، لأن الفتح لا يستثقل ، بل
لأجل قصد قلب ذلك المفتوح ألفا للتخفيف ، فلو لم تنقل الفتحة إلى ما قبلها لالتقى
ساكنان ،
وقد جاء في
كلامهم بعض الأفعال ، على ما لم يسمّ فاعله ، ولم يستعمل منه المبني للفاعل ؛
والأغلب في ذلك
: الأدواء ، ولم يستعمل فاعلها لأنه من المعلوم في غالب العادة أنه هو الله تعالى
، فحذف للعلم به ، كما في قوله تعالى [٢] : (وَقِيلَ يا أَرْضُ
ابْلَعِي ماءَكِ ، وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ)[٣] ،
وتلك الأفعال
نحو : جنّ ، وسلّ ، وزكم ، وورد ، وحمّ ، وفئد ، قال سيبويه :
لو أردت نسبتها
إليه تعالى ، لكان على أفعل ، نحو : أجنّة الله ، وأسلّه ، وأزكمه ، وأورده ؛
[١] استطراد من
الشارح لاستكمال ما يتصل بالفعل المبني للمجهول ؛
[٢] لأنه في الآية
محذوف للعلم به وأنه هو الله تعالى ، وإن كانت الأفعال التي في الآية تبنى للفاعل
ويذكر الفاعل معها ؛