نعلقا بكلمة الشرط معنويا وذلك بانقلابهما إلى المستقبل بكلمة الشرط ، فلم
يحتاجا ، إذن ، إلى العلامة ،
بقي المضارع
المجرّد ، والمصدّر بلا ، فنقول : يجوز فيهما الفاء وتركه ، أمّا الفاء ، فلأنهما
كانا قبل أداة الشرط صالحين للاستقبال ، فلا تؤثر الأداة فيهما تأثيرا ظاهرا ، كما
أثرت في : فعلت ، ولم أفعل ؛ وأمّا تركه ، للتقدير تأثيرها فيهما ، لأنهما كانا
صالحين للحال والاستقبال ، على ما تقدم في المضارع [١] : أن «لا» صالحة لهما على الصحيح ، فالأداة خلصتهما
للاستقبال ، وهو نوع تأثير ، قال الله تعالى : (إِنْ تَدْعُوهُمْ لا
يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ)[٢] ، وقال :
«فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ
بَخْساً وَلا رَهَقاً» ؛ [٣]
وقال ابن جعفر [٤] : يجوز دخول الفاء وتركه في «لم» ؛ ولم يثبت ؛ وقال
الله تعالى في المثبت : (وَإِنْ يَكُنْ
مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ)[٥] ، وقال (وَمَنْ عادَ
فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ)[٦] ، ومذهب سيبويه : تقدير المبتدأ في الأخير [٧] ، وقال المبرد : لا حاجة إليه ، قال ابن جعفر : مذهب
سيبويه أقيس ، إذ المضارع صالح للجزاء بنفسه ، فلولا أنه خبر مبتدأ ، لم تدخل عليه
الفاء ؛
وعلى ما ذكرنا
من تعليل دخول الفاء في مثبت المضارع [٨] ، يسقط هذا التوجيه للأقيسيّة ،