ما قبل تاء التأنيث ؛ وقريب من ذلك : إسكان ما قبل التاء في : بنت ، وأخت ،
وهنت ، لما لم تتمحض التاء للتأنيث بل كانت بدلا من اللام ؛ وربما سكنت النون في
المفرد ، نحو : منت ، والأكثر تحريكها فيه ، لأنك لم تقدر في المفرد على حكاية
الإعراب ، كما ذكرنا ، فلا أقلّ من حكاية تاء التأنيث ، كما هو حقه ؛
وأمّا في
المثنى فقد حكيت الإعراب لمجيئك في الرفع بالألف ، وفي النصب والجر بالياء ، نحو :
منتان ومنتين ، وقد جاء نحو منتان محرك النون التي قبل التاء ؛
هذا ، ولك في «من»
الموقوف عليها ، المستفهم بها عن النكرة ، وجهان آخران ، [١] أحدهما أن تزيد على «من» حروف المد واللين [٢] ، كما ذكرنا في الوجه الأول في المفرد المذكر ، حاكيا
للإعراب فقط ، ولا تحكي علامات المثنى والمجموع والمؤنث وإن كنت تسأل عنها ؛ اجراء
لمن على أصلها من صلاحيتها للكل بلفظ واحد ، فتقول ، إذا قيل : جاءني رجل أو رجلان
أو رجال أو امرأة أو امرأتان أو نسوة : منو ، وعلى هذا قياس النصب والجر ، والثاني
: افراد «من» على كل حال ، بلا حكاية لإعراب ولا لعلامات أخر ، كما في حال الوصل ؛
هذا حكم «من» المستفهم
بها عن المنكور ؛
وأمّا «أيّ» ،
فإذا استفهمت بها عن المذكور المنكور ، جاز لك ، أيضا ، حكاية الإعراب وعلامات
المثنى والمجموع في لفظها ، إلّا أنك لا تلحق حروف المد بالمفرد المذكر ، بل تعربه
بالحركات في الوصل نحو : أيّ يا فتى ، وأيّا يا فتى ، وأيّ يا فتى ، وفي الوقف
تسكّن ياءه في الرفع والجر ، وتقلب التنوين ألفا في حال النصب ، كما في الوقف على
سائر المنصوبات المعربة ، لأن «أيّا» معرب ، فسقط في جواز الحكاية في لفظ «أي»
[١] يعني بصرف النظر
عن إفرادها وتذكيرها وفروعها ، وخلاصة الوجه الأول : استواء الجميع في صورة واحدة
، فيكون بالنسبة للمفرد ، هو الوجه السابق ،
[٢] كلمة اللين لا
حاجة لذكرها هنا ، بل ربما أوهم ذكرها غير المقصود ، بناء على ما هو اصطلاحهم في
الفرق بين حروف المد وحروف اللين ؛