مِنْكُمْ
أَحَدٌ» ، فاعترض عليه المصنف [١] ، بلزوم تناقض القراءتين ، إذن ، ولا يجوز تناقض
القراءات ، لأنها كلها قرآن ، ولا تناقض في القرآن ، قال ، وبيان التناقض أن
الاستثناء من «أسر» يقتضي كونها غير مسرى بها ، والاستثناء من (لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ) ، يقتضي كونها مسرى بها ،
والجواب أن
الإسراء ، وإن كان مطلقا في الظاهر ، إلا أنه في المعنى مقيّد بعدم الالتفات إذ
المراد : أسر بأهلك اسراء لا التفات فيه إلا امرأتك فإنك تسري بها إسراء مع
الالتفات ، فاستثن على هذا ، إن شئت من «أسر» ، أو ، من (لا يَلْتَفِتْ) ، ، ولا تناقض ، وهذا كما تقول : امش ولا تتبختر ، أي
امش مشيا لا تبختر فيه ؛
وإذا كان
المستثنى بعد المستثنى منه ، قبل صفته [٢] ، نحو : ما جاءني رجل إلا عمرو خير من زيد ، فعند
سيبويه [٣] : اتباعه أولى من النصب ، لأن المبدل منه وهو الموصوف
متقدم ، وحكي أن سيبويه يختار النصب على الاستثناء ، والمازني يختار ذلك على
الإبدال نظرا إلى أن الصفة كجزء الموصوف ، فكأنه لم يتقدم عليه جميع المستثنى منه
، وأيضا فإن الإبدال من شيء علامة الاستغناء عنه ، ووصفه بعد ذلك علامة الاعتداد
به ، والاعتداد بالشيء بعد الاستغناء عنه ، بعيد ،
[الاستثناء المفرغ]
[حكمه ، ومتى يجوز]
[قال
ابن الحاجب :]
«ويعرب على حسب
العوامل ، إذا كان المستثنى منه غير»
«مذكور ، وهو
في غير الموجب ، ليفيد ، مثل : ما ضربني»