وقد تكلّف
بعضهم تقدير «من» في جميع التمييز عن النسبة ، نحو : طاب زيد دارا وعلما ؛ وليس
بوجه ؛
وأمّا معنى
قولهم : لله درّك ، فالدرّ في الأصل : ما يدرّ أي ما ينزل من الضرع من اللبن ، ومن
الغيم من المطر ، وهو ، ههنا ، كناية عن فعل الممدوح الصادر عنه ، وإنما نسب فعله [١] إليه تعالى ، قصدا للتعجب منه لأن الله تعالى منشئ
العجائب ، فكل شيء عظيم يريدون التعجب منه ينسبونه إليه تعالى ويضيفونه إليه تعالى
، نحو قولهم : لله أنت ، ولله أبوك ، فمعنى لله دره : ما أعجب فعله ؛
[تقدم التمييز]
[قال
ابن الحاجب :]
«ولا يتقدم
التمييز ، والأصح أنه لا يتقدم على الفعل ، خلافا»
«للمازني
والمبرد» ؛
[قال
الرضى :]
أي لا يتقدم
التمييز على عامله ، إذا كان عن تمام الاسم اتفاقا ، وكذا ، لا يفصل بين عامله
وبينه ، وقوله :