«التمييز ما
يرفع الابهام المستقر عن ذات مذكورة أو مقدرة» ؛
[قال
الرضى :]
قوله : «ما
يرفع الابهام» ، جنس يدخل فيه التمييز وغيره ، كالحال ، والصفة ، وشبههما ، وقال :
عن ذات ، احترازا عن الحال فإنه يرفع الإبهام ولكن لا عن الذات ؛ قلت : سلمنا أن
الحال تخرج عنه ، لأنها ترفع الإبهام عن هيئة الذات لا عن نفسها ؛ وكذا القهقرى ،
في قولك : رجع زيد القهقرى ، يرفع الإبهام عن هيئة الذات التي هي الرجوع لا عن نفس
الرجوع ، لأن ماهيّة الرجوع معلومة غير مبهمة ، وهي الانتقال إلى ما ابتدأت منه
الذهاب ، لكن الصفة في نحو : جاءني رجل طويل ، أو ظريف ، تدخل فيه ، لأن «رجل» ذات
مبهمة بالوضع ، صالحة لكل فرد من أفراد الرجال ، فبذكر أحد أوصافه ، تميّز عمّا
يخالفه ، كما تميّز بطويل ، عن قصير ، فطويل ، إذن ، يرفع الابهام المستقر ، أي
الثابت وضعا ، على ما فسّره المصنف [١] ، عن الذات المذكورة ؛ وكذا يدخل فيه عطف البيان ، نحو
: جاءني العالم زيد ، وكذا البدل من الضمير الغائب في نحو : مررت به زيد ، لأنه
رفع الابهام عن المقصود بالضمير ، كما في نعم رجلا ، وربه رجلا ، سواء [٢] ؛