اعلم أن نون
الوقاية إنما تدخل الفعل لتقيه من الكسر ، لأن ما قبل ياء المتكلم يجب كسره ، كما
مرّ في باب الإضافة ؛ ولمّا منعوا الفعل الجرّ وكانت الكسرة هي أصل علامات الجر ،
والفتح والياء فرعاها كما تبيّن في أوّل الكتاب ، كرهوا أن يوجد فيه ما يكون في
بعض الأحوال علامة الجر ، مبالغة في تبعيده من الجر ؛
ودخولها في نحو
أعطاني ، ويعطيني : إمّا طردا للباب ، أو لكون الكسر مقدرا على الألف والياء لو لا
النون ، كما في : عصاي وقاضيّ ؛
ودخولها مع نون
الإعراب نحو : يضربونني ، ونون التأكيد نحو : اضربنّني ومع ضمير المرفوع المتصل
نحو : ضربتني وضربنني ويضربنني ، إنما جاز لكون نوني الإعراب والتأكيد والضمائر
المذكورة كجزء الفعل ؛
ولم يحفظوا
الفعل من الكسر الذي للساكنين في نحو : (قُلِ ادْعُوا اللهَ)[١] ، واضرب اضرب ؛ لأن الكسرة العارضة للياء ألزم من
الكسرة العارضة للساكنين في نحو : قل