زيد ، ولو لا أنت ؛ ومثّل ذلك بلدن ، فإنها تجر ما بعدها بالإضافة ، إلّا
إذا وليتها «غدوة» فإنها تنصبها ، كما يجيء ؛
وفي قوله نظر ،
وذلك أن الجارّ إذا لم يكن كما في : بحسبك ، فلا بدّ له من متعلّق ، ولا متعلق في
نحو : لولاك لم أفعل ، ظاهرا ، ولا يصح تقديره ،
وقال أبو سعيد
السيرافي : الجار والمجرور ، أي : لولاك ، في موضع الرفع بالابتداء ، كما في :
بحسبك درهم ؛
وفيه نظر ، لأن
ذلك إنما يكون بتقدير زيادة الجار ، وإذا لم يكن زائدا فلا بدّ له من متعلق ،
فيكون مفعولا لذلك المتعلق لا مبتدأ ،
وعند الأخفش
والفراء : أن الضمير بعدها ، ضمير مجرور ناب عن المرفوع ، كما ناب المرفوع عن
المجرور في : ما أنا كأنت ؛
وإن رجّح مذهب
سيبويه بأن التغيير عنده تغيير واحد ، وهو تغيير «لو لا» وجعلها حرف جر ، يرجح [١] مذهب الأخفش بأن تغيير الضمائر بقيام بعضها مقام بعض ،
ثابت في غير هذا الباب ، بخلاف تغيير «لو لا» بجعلها حرف جرّ ؛ وارتكاب خلاف الأصل
، وإن كثر ، إذا كان مستعملا ، أهون من ارتكاب خلاف الأصل غير المستعمل وإن قلّ ؛
وكذلك : الأولى
أن يجيء بعد «عسى» ضمير مرفوع متصل نحو عسيت وعسينا. إلى عسين ، لأنه فعل ، وما
بعده فاعله ،
وقد جاء بعد «عسى»
الضمير المنصوب المتصل نحو : عساك ، وفيه ثلاثة مذاهب ؛
قال سيبويه [٢] : عسى محمول على «لعلّ» لتقاربهما معنى لأن معناهما
الطمع والاشفاق ، تقول : عساك أن تفعل كذا ، تحمله على «لعلّ» في اسمه ، فتنصبه به
ويبقى خبره مقترنا
[١] جواب قوله : وإن
رجح مذهب سيبويه ، يريد أن لكل من المذهبين ما يرجحه وإن كان الرجحان أقوى إلى
جانب مذهب الأخفش ؛
[٢] وهذا أيضا منقول
بمعناه من كتاب سيبويه ج ١ ص ٣٨٨