اعلم أن
المقصود من وضع المضمرات رفع الالتباس ، فإن «أنا» ، و «أنت» ، لا يصلحان إلا
لمعيّنين ، وكذا ضمير الغائب ، نص في أن المراد هو المذكور بعينه في نحو : جاءني
زيد وإيّاه ضربت ، وفي المتصل يحصل مع رفع الالتباس : الاختصار ؛
وليس كذا :
الأسماء الظاهرة ، فإنه لو سمّي المتكلم والمخاطب بعلميهما [١] فربّما التبس ، ولو كرّر لفظ المذكور [٢] مكان ضمير الغائب فربّما توهّم أنه غير الأول ؛
وإنما بنيت
المضمرات ، إمّا لشبهها بالحروف وضعا ، على ما قيل ، كالتاء في «ضربت» والكاف في «ضربك»
، ثم أجريت بقية المضمرات نحو : أنا ، ونحن ، وأنتما : مجراها [٣] ، طردا للباب ؛
[١] أي بالاسمين
الموضوعين علمين لهما ، وفي نسخة بعينهما ، ورأينا أن ما أثبتناه أوضح ،