واعلم أن
التوابع إذا اجتمعت ، بدئ بالنعت ثم بالتأكيد ثم بالبدل ثم بالمنسوق ، أمّا
الابتداء بالنعت قبل التأكيد فلما مرّ في تعليل قولهم ان النكرة لا تؤكد ؛ وابن
كيسان يقدم التأكيد على النعت ؛ إذ النعت يفيد ما لا يفيده الأول بخلاف التأكيد ؛
وإنما يقدم التأكيد على البدل ، لأن مدلول البدل غير مدلول متبوعه في الحقيقة ،
ومدلول التأكيد مدلول متبوعه ، وأمّا تقديم البدل على المنسوق ، فلأن البدل نسبة
معنوية إلى المبدل منه ، إمّا بالكلية أو بالبعضية ، أو بالاشتمال ، وأمّا بدل الغلط
فنادر ؛ والمنسوق أجنبي من متبوعه ؛
[عطف البيان]
[قال
ابن الحاجب :]
«عطف البيان
تابع غير صفة يوضح متبوعه ، مثل : أقسم»
«بالله أبو حفص
عمر ، وفصله من البدل لفظا ، في مثل : أنا»
«ابن التارك
البكري بشر» ؛
[قال
الرضى :]
قوله : «يوضح
متبوعه» ، يخرج التأكيد ، لأنه لا يوضح المؤكّد ، بل يحقق أصل نسبته ، أو شمول
النسبة لأجزائه ، وعدم إيضاح المنسوق لمتبوعه ظاهر [١] ، وكذا البدل ، عند النحاة ، لأن الأول عندهم في حكم
الطرح وفي حكم المعدوم ، فلم يبق إلا الصفة وعطف البيان ، فلما قال : غير صفة ،
خرجت الصفة ؛
والأولى أن
يحدّ بهذا الحدّ : الأبدال الثلاثة ، فيدخل فيها عطف البيان ، كما ذكرنا ،