وربّما سمّى
بعضهم بدل البعض من الكل ، بدل الاشتمال أيضا ، لاشتمال الأول على الثاني ، لكونه
كلّا له ، ولكن المشهور إفراده بالتسمية ببدل البعض ،
ولا بدّ في بدل
البعض والاشتمال إذا كانا ظاهرين من ضمير راجع إلى المبدل منه ، حتى يعرف تعلقهما
بالأول وأنهما ليسا ببدل الغلط ؛
بلى ، يجوز ترك
الضمير إذا اشتهر تعلق الثاني بالأول ، كقوله تعالى : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ)[١] ، لاشتهار قصتهم وأنهم ملأوا الأخدود نارا ؛
وقال الكوفيون
: يجوز سدّ اللام مسدّ الضمير ، نحو قولهم : مطرنا السهل والجبل ، أي مطرت أرضنا
السهل والجبل على حذف المضاف ، أي : سهلها وجبلها ، فهو نحو قوله :
قال ابن الخشاب
[٣] : لا يجوز جاءني زيد الأخ ، أي أخوه ، اتفاقا وأمّا الاعتذار عن نحو : مطرنا
السهل والجبل ، فقد مضى في باب التأكيد [٤] ؛
قوله : «ولا
يبدل ظاهر من مضمر» إلى آخره ؛ اعلم أن بدل البعض والاشتمال والغلط ، إذا كان
ظاهرا ، يجوز أن يكون من ضمير المتكلم والمخاطب قال الشاعر في بدل البعض :
[٥] نقل البغدادي عن
ياقوت والعيني : ان هذا البيت للعديل بن الفرخ ، شاعر إسلامي في دولة بني مروان ،
كان هجا الحجاج ثم هرب ، في قصة طويلة ، وقال ان ابن السيد قال : لا أعلم قائل هذا
الرجز ، والله أعلم بحقيقة الحال ؛