ولا خلاف أنك
إذا أردت ذكر النفس والعين والكل وأجمع معا ، وجب الترتيب المذكور ؛
قال ابن برهان [١] ، إذا قلت : جاءني القوم كلهم أجمعون أكتعون أبصعون
أبتعون ، فكلهم تأكيد للقوم وأجمعون تأكيد لكلّهم ، وكذا البواقي : كل واحد منها
تأكيد لما قبله ؛
وقال غيره :
الصحيح أنّ كلّها [٢] تأكيد للمؤكّد الأول ، كالصفات المتتالية ؛
وقال المبرد ،
والزجاج في قوله تعالى : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ
كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ)[٣] : ان «كلهم» دال على الاحاطة ، وأجمعون : على أن السجود
منهم في حالة واحدة ؛ وليس بشيء لأنك إذا قلت : جاءني القوم أجمعون فمعناه الشمول
والإحاطة اتفاقا منهم ، لا اجتماعهم في وقت واحد ، فكذا يكون مع تقدم لفظ «كلهم» ،
وكأنهما كرها [٤] ترادف لفظين لمعنى واحد ؛ وأيّ محذور في ذلك مع قصد
المبالغة ؛