«وإذا عطفت على
عاملين لم يجز ، خلافا للفراء ، إلا في نحو :»
«في الدار زيد
، والحجرة عمرو ، خلافا لسيبويه» ؛
[قال
الرضى :]
معنى قولهم :
العطف على عاملين : أن تعطف بحرف واحد ، معمولين ؛ مختلفين كانا في الاعراب
كالمنصوب والمرفوع ، أو متفقين كالمنصوبين أو المرفوعين ، على معمولي عاملين
مختلفين ؛ نحو : إن زيدا ضرب عمرا ؛ وبكرا خالدا ، وهذا عطف متفقي الاعراب على
معمولي عاملين مختلفين ؛ وقولك إن زيدا ضرب غلامه [١] ، وبكرا أخوه ، عطف مختلفي الاعراب ؛ ولا يعطف
المعمولان على عاملين ، بل على معموليهما ، فهذا القول منهم على حذف المضاف ؛
وأمّا عطف
المعمولين ، متفقين كانا أو مختلفين على معمولي عامل واحد ، فلا بأس به ، نحو :
ضرب زيد عمرا ، وبكر خالدا ؛ وظننت زيدا قائما وعمرا قاعدا ؛ وأعلم زيد عمرا بكرا
فاضلا ، وبشر خالدا محمدا كريما ، وذلك لأن حرف العطف كالعامل ، ولا يقوى حرف واحد
أن يكون كالعاملين ، ويجوز أن يكون كعامل واحد يعمل عملين أو ثلاثة ، أو أكثر ؛
واعلم أن
الأخفش يجيز العطف على عاملين مختلفين مطلقا ، إلا إذا وقع فصل بين العاطف
والمعطوف المجرور ، نحو : دخل زيد إلى عمرو ، وبكر خالد ، فهذا لا يجوز إجماعا
منهم ، ممّن جوّز العطف على عاملين ، ومن لم يجوّز ؛ أمّا عند من جوّز فللفصل
[١] الأحسن أن يقرأ
ضرب غلامه بالبناء للمجهول ، حتى لا يحتاج إلى تقدير المفعول ؛