«وكل ما دل على
هيئة ، صحّ أن يقع حالا ، نحو : هذا بسرا»
«أطيب منه رطبا»
[قال
الرضى :]
هذا ردّ على
النحاة ، فان جمهورهم اشترطوا اشتقاق الحال ، وان كان جامدا تكلفوا ردّه بالتأويل
إلى المشتق ؛ قالوا : لأنها في المعنى صفة ؛ والصفة مشتقة أو في معنى المشتق ،
فقالوا في نحو : هذا بسرا أطيب منه رطبا ؛ أي هذا مبسرا أطيب منه مرطبا ، أي كائنا
بسرا وكائنا رطبا ؛ و: (هذِهِ ناقَةُ اللهِ
لَكُمْ آيَةً) ، [١] أي دالّة ؛ قال المصنف ، وهو الحق ، لا حاجة إلى هذا
التكلف ، لأن الحال هو المبيّن للهيئة ، كما ذكر في حدّه ، وكل ما قام بهذه
الفائدة فقد حصل فيه المطلوب من الحال ، فلا يتكلّف تأويله بالمشتق ؛
وكذا ، ردّ
عليهم اشتراطهم اشتقاق الصفة ، كما يجيئ في بابها ، ومع هذا ، فلا شك أن الأغلب في
الحال والوصف : الاشتقاق ؛
فمن الأحوال
التي جاءت غير مشتقة قياسا : الحال الموطئة ، وهي اسم جامد موصوف بصفة هي الحال في
الحقيقة ، فكأنّ الاسم الجامد وطّأ الطريق لما هو حال في الحقيقة ، لمجيئه قبلها
موصوفا بها ، وذلك نحو قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ
قُرْآناً عَرَبِيًّا)[٢] ، وقولك جاءني زيد رجلا بهيّا ؛