حديد ، قال سيبويه [١] : يستكره نحو : خاتم طين ، وصفّة خزّ ، وخاتم حديد ،
وباب ساج في الشعر أيضا ، قال السيرافي : إذا قلت : مررت بسرج خزّ صفّته ، وبصحيفة
طين خاتمها ، وبرجل فضة حلية سيفه ، وبدار ساج بابها ، وأردت حقيقة هذه الأشياء ،
لم يجز فيها غير الرفع ، فيكون كقولك مررت بدابة : أسد أبوها ، وأنت تريد بالأسد :
السبع بعينه ، لأن هذه جواهر ، فلا يجوز ان ينعت بها ؛ وأن أردت المماثلة والحمل
على المعنى جاز ؛ هذا كلامه ؛ [٢] قلت ، وما ذكره خلاف الظاهر ، لأن معنى : فضة حلية سيفه
: أنها فضة حقيقة ، وكذا في : طين خاتمها ، لكنه جوّز على قبح ، الوصف بالجواهر ،
على المعنى ، بتأويل معمول من طين ، ومعمول من فضة ؛
وقريب منه
قولهم : مررت بقاع عرفج كله ، أي : كائن من عرفج ؛ ومررت بقوم عرب أجمعون ، أي :
كائنين عربا ، أجمعون ؛
وإن أريد
التشابه ، كان معنى ، بسرج خزّ صفّته ، أي بسرج ليّن صفته كالخز ، وليس بخز ؛ وكذا
: فضة حلية سيفه ، أي مشرقة وإن لم تكن فضة ؛ وأمّا : طين خاتمها فالتشبيه فيه
بعيد ؛
ومن غير الشائع
قولهم : مررت برجل أبي عشرة ، وأخ لك وأب لك ؛
وصف النكرة
بالجملة
[قال
ابن الحاجب :]
«وتوصف النكرة
بالجملة الخبرية ، ويلزم الضمير» ؛
[١] قلنا في أول هذا
الباب أن حديث سيبويه عن التوابع وأولها النعت : في الجزء الأول ص ٢٠٩ وما بعدها
فلا حاجة بنا إلى تحديد كل موضع يرد ،