المذكورة ؛ [١] إذ ليس هو المبني بلا ، وأيضا ، بعد منها ، ولم يبن
النعت الثاني وما بعده لانتفاء الأول [٢] والثالث ، ولانتفائهما لم يبن النعت المفصول من المبني
بغير النعت أيضا ؛
وإنما لم يبن
النعت المضاف ، والمضارع له ، لأنهما لا يبنيان إذا وليا «لا» اسمين لها فكيف
يبنيان بجريهما مجرى اسمها؟
ولا نقول في
هذا النعت المبني إنه مركب مع المنعوت كخمسة عشر ، لأنه يحتاج ، إذن ، في دفع
الاعتراض الوارد في جعل ثلاث كلمات ، كلمة واحدة إلى تكلفات مستهجنة ؛
وقال ابن برهان
، والسيرافي ، تفصّيا [٣] من هذا ، ليست «لا» في هذا الموضع خاصة ، مركبة مع
المنفي ، بل هي داخلة على الموصوف المركب مع صفته ، تعمل في محلهما ، كما تعمل في
خمسة عشر ، إذا قلت : لا خمسة عشر ؛
ولنا مندوحة ،
على ما ذكرنا ، من ارتكاب تركب «لا» مع المنفي في هذا الموضع وفي غيره ، وعن تركب
المنفي ههنا مع نعته ؛
قوله : «ومعرب
رفعا ونصبا» ، سواء كانت الصفة مفردة أو مضافة أو مضارعة لها ؛
وقال يحيى بن
معط [٤] : صفة المبني المضافة ، منصوبة لا غير ، نحو : لا عبد كريم الحسب ؛ ولعلّه
قاسها على صفة المنادى المبني المضموم مضافة ؛ ولفارق أن يفرق ، بأن «يا» لو باشرت
المضاف ، لم يكن فيه إلا النصب فلزمه النصب لمّا وقع صفة ما باشرته ، ويجوز في
المضاف الذي باشرته «لا» رفعه ، وذلك إذا كررت «لا» ، نحو : لا غلام
[٢] المراد : الأول
في كلام ابن الحاجب وهو كونه النعت الأول ، وهو الثاني في كلام الرضي ؛
[٣] أي تخلصا مما
أشار إليه الشارح من التكلف المستهجن في دفع الاعتراض الوارد على تركيب ثلاثة
أشياء ؛
[٤] هو زين الدين
يحيى بن معط من علماء النحو البارزين وهو الذي أشار إليه ابن مالك في مقدمة
ألفيّته ، وأحد من شرحوا كتاب سيبويه وقال السيوطي في بغية الوعاة أنه بدأ في نظم
صحاح الجوهري ولم يكمله ، توفي سنة ٦٢٨ ه