اللام وليست متضمنة لها ، كما تضمنت «أمس» في لغة أهل الحجاز ، أعني البناء
[١] ، إذ لو تضمنتها لبنيت بناء «أمس» ، والدليل على كونها معدولة عن اللام :
أنّ من قاعدتهم الممهدة أنّ لفظ الجنس لا يطلق على واحد معيّن منه ، إذا لم يكن
مضافا ، إلّا معرفا بلام العهد ، سواء كان علما أو ، لا ، كالبيت ، والنجم ،
والصعق ، وقوله تعالى : (فَعَصى فِرْعَوْنُ
الرَّسُولَ)[٢] ، بلى ، وجد «سحر» من جملة هذه الأسماء المعينة ممنوعا
من الصرف ، فاضطررنا إلى تقدير العلمية فيه بعد العدل عن اللام لتحصيل السببين.
وقال بعضهم [٣] : إنه عند تعيينه ، متضمن للّام فهو عنده مبني كأمس عند
الحجازيين ، وعلى كلا القولين فهو مخالف لأخواته المذكورة من : ضحى ، وبكرة ،
ومساء ، وصباحا ، ونهارا ، وليلا ، معينة ، فانها منونة اتفاقا ، إلا ما زعم
الجوهري [٤] : أن «ضحى» معينا لا يتصرف ، كسحر ، ولا أدري ما صحته.
أما غدوة وبكرة
، فهما ، وإن كانتا معيّنتين مع العلمية ، إلا أن تلك العلمية هي الجنسية ، كما في
أسامة ، ونذكر في باب العلم أن علم الجنس في معنى النكرة ، على أن الخليل كما يجيء
بعيد ، حكى : آتيك اليوم غدوة وبكرة متوتين ؛ وألحق عبد القاهر [٥] ، عتمة وضحوة معينتين بسحر في منع الصرف لا عن سماع ،
والأولى منعه ، إذ لم يسمعا إلا منونتين ، فكل ما ثبت ترك تنوينه من هذه المعينة ،
فهو إما لتضمن اللام فيبنى ، كسحر عند بعضهم ، وإما للعلمية المقدرة كسحر عند
الجمهور القائلين بمنع صرفه.
[١] قوله أعني البناء
يمكن أن يكون تفسيرا لما يلزم من مشابهتها لأمس لو كانت متضمنة للام من البناء في
لغة أهل الحجاز.