يروى برفع كله
، ونصبه ، أما لن فقيل ذلك فيها لكونها نقيضة «سوف» التي يتخطاها العامل نحو :
زيدا سوف أضرب ، وأما «لم» فلا متزاجها بالفعل بتغييرها معناه إلى الماضي حتى صارت
كجزئه ، وأما «لا» فلكثرتها في الكلام حتى إنها تقع بين الحرف ومعموله ، نحو : كنت
بلا مال ، وأريد ألّا تخرج ، ومع هذا كله ، فالرفع بالابتداء في الاسم الواقع قبل
هذه الأحرف الثلاثة راجح ، نظرا إلى كونها للنفي الذي حقه صدر الكلام كغيره مما
يغيّر معنى الكلام ، أكثر من رجحانه عند تجرد الفعل عنها نحو : زيد ضربته.
ومن الواجب
تصدّرها : حروف الشرط نحو : زيد ان ضربته يضربك وزيد لو ضربته ضربك ، وكذا : زيد
إن قام أضربه ، لأنه لا يعمل الشرط ولا الجزاء فيما قبل أداة الشرط ، كما هو مذهب
البصريين على ما يجيء في بابه.
وأما الكوفيون
فيجوّزون تقديم معمول الجزاء على أداة الشرط نحو : زيدا إن قام أضرب ، وأما معمول
الشرط فأجازه الكسائي دون الفراء ، نحو : زيدا إن تضرب يضربك.
ومنها الأسماء
التي فيها معنى الاستفهام أو الشرط نحو : هند من يضربها أضربه ، وأيّكم يضربها.
واحترز به أيضا
عن الاسم الذى بعده فعل التعجب ، لأنه لا يتصرّف في معموله بالتقديم عليه نحو :
زيد ما أحسنه وأحسن به ، وكذا : أفعل التفضيل في نحو : زيد أنت أكرم عليه أم عمرو
، وكذا المضاف إليه ، لأنه لا يعمل فيما قبل المضاف ، فيجب الرفع في نحو : زيد حين
تضربه يموت ، وكذا اسم الفعل لأنه لا يعمل فيما قبله على مذهب البصرية نحو : زيد
هاته ، وكذا الصلة والصفة ، إذ هما لا يعملان في الموصول والموصوف ،