ومن جعله بدلا
، فإن معنى الوصف في تابعه في الظاهر لا فيه.
ولا منع ، عندي
، أن يكون الثاني ، أعني : صوت حسن ، تأكيدا لفظيا ، كما يجيء في باب النداء.
وأجاز الخليل
في هذا المصدر الموصوف ، النصب أيضا ، إما على المصدر ، أو على الحال.
وإنما اختار
سيبويه الاتباع في الثاني دون النصب على المصدر ، لكونه بلفظ الأول ومعناه ،
فالأولى أن نجعل الثاني مع تابعا للأول حتى يكون تابع الثاني كتابع الأول.
وإذا جاء بعد
الجملة المذكورة صفة للمصدر المضمون من غير تكرير المصدر فالأولى الإتباع ، ويجوز
النصب على حذف المصدر الموصوف ، نحو له صوت حسن ، ويجوز : حسنا ، أي صوتا حسنا ،
وكذا إن خلت الجملة المتقدمة من صاحب الاسم الذي بمعنى المصدر ، فالأولى إتباع
المصدر وإن كان للتشبيه ، وصفا أو بدلا ، كما ذكرنا ، نحو : مررت فإذا في الدار
صوت صوت حمار ، وإنما ضعف نصبه لأن الجملة المتقدمة ، إذن ، ليست كالفعل لخلوها
مما أسند إليه الحدث معنى ، ولا بدّ للفعل من مسند إليه ، وقد أجازوا النصب فيه
على المصدر أو الحال ، كما مر.
[١] هو من أرجوزة
طويلة لرؤبة بن العجاج يعاتب فيها أباه ، أولها :
انك لم تنصف أبا الحجاف
وكان يرضى منك بالانصاف
وأبو الحجاف كنية رؤبة. قالوا ان رؤبة
وأباه خرجا يريدان سليمان بن عبد الملك وهما في الطريق قال العجاج لرؤبة : أبوك راجز
وأنت مفحم قال رؤبة فقلت له أفأقول فقال قل. فقلت أرجوزة فلما سمعها أسكتني.
وفوجئت حين وصلنا إلى سليمان أنه ينشدها ، وأعطاه سليمان جائزة. فحرمني منها. وهي
قصة طريفة في خزانة الأدب.