نام کتاب : مناقب آل أبي طالب - ط المكتبة الحيدرية نویسنده : ابن شهرآشوب جلد : 3 صفحه : 257
ثم تقدم علي بن الحسين الأكبر ( ع ) وهو ابن عثمان عشر سنة ، ويقال ابن خمس وعشرون ، وكان يشبه برسول الله صلى الله عليه وآله خلقا وخلقا ونطقا وجعل يرتجز ويقول أنا علي بن الحسين بن علي * من عصبة جد أبيهم النبي نحن وبيت الله أولى بالوصي * والله لا يحكم فينا ابن الدعي أضربكم بالسيف أحمي عن أبي * أطعنكم بالرمح حتى ينثني طعن غلام هاشمي علوي فقتل سبعين مبارزا ، ثم رجع إلى أبيه وقد أصابته جراحات فقال : يا أبة العطش ، فقال الحسين : يسقيك جدك ، فكر أضا عيهم وهو يقول : الحرب قد بانت لها حقائق * وظهرت من بعدها مصادق والله رب العرش لا نفارق * جموعكم أو تغمد البوارق فطعنه مرة بن منقذ العبدي على ظهره غدرا فضربوه بالسيف ، فقال الحسين : على الدنيا بعدك العفا ، وضمه إلى صدره وأتى به إلى باب الفسطاط ، فصارت أمه شهربانويه وهي تنظر إليه ولا تتكلم ، فبقي الحسين وحيدا وفي حجره علي الأصغر فرمي إليه بسهم فأصاب حلقه ، فجعل الحسين يأخذ الدم من نحره فيرميه إلى السماء فما يرجع منه شئ ، ويقول : لا يكون أهون عليك من فصيل ( ناقة صالح ) ، ثم قال : ائتوني بثوب لا يرغب فيه ألبسه غير ثيابي لا أجرد فاني مقتول مسلوب ، فأتوه بتبان فأبى أن يلبسه وقال : هذا لباس أهل الذمة ، ثم أتوه بشئ أوسع منه دون السراويل وفوق التبان فلبسه ، ثم ودع النساء وكانت سكينة تصيح فضمها إلى صدره وقال : سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي * منك البكاء إذا الحمام دهاني لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة * ما دام مني الروح في جثماني وإذا قتلت فأنت أولى بالذي * تأتينه يا خيرة النسوان ثم برز ( ع ) فقال : يا أهل الكوفة قبحا لكم وترحا ، وبؤسا لكم وتعسا ، حين استصرختمونا ولهين ، فأتيناكم موجفين ، فشحذتم علينا سيفا كان في أيماننا ، وحششتم لأعدائكم من غير عدل أفشوه فيكم ، ولا ذنب كان منا إليكم ، فهلا لكم الويلات إذ كرهتمونا ، تركتمونا والسيف مشيم ، والجأش طامن ، والرأي لما يستحصد ، لكنكم أسرعتم إلى بيعتنا كسرع الدبا ، وتهافتم إليها كتهافت الفراش ، ثم نقضتموها سفها وضلة ، وفتكا لطواغيت الأمة ، وبقية الأحزاب ، ونبذة الكتاب ، ثم أنتم تتخاذلون عنا وتقتلونا ، ألا لعنة الله على الظالمين .
نام کتاب : مناقب آل أبي طالب - ط المكتبة الحيدرية نویسنده : ابن شهرآشوب جلد : 3 صفحه : 257