responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مناقب آل أبي طالب - ط المكتبة الحيدرية نویسنده : ابن شهرآشوب    جلد : 3  صفحه : 135


وحللها وياقوتها ودرها وزمردها واستبرقها ( فأخذوا منها ما لا يعلمون ) .
وتكلمت الملائكة مع مريم : ( ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ) أراد نساء عالم أهل زمانها كقوله لبني إسرائيل : ( واني فضلتكم على العالمين ) وليسوا بأفضل من المسلمين ، قوله : ( كنتم خير أمة ) ثم إن الصفات في هذه الآيات يشاركها غيرها ، قوله : ( ان الله اصطفى آدم ) إلى قوله : ( ذرية بعضها من بعض ) وفاطمة وذريتها من جملتهم ، وقال النبي : فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وانها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون الف ملك من المقربين وينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون : يا فاطمة ( ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ) ، وانه ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ) وليس في نفس الآية ان ذلك كان الله تعالى يخلقه اختراعا أو يأتيها به الملك وإنما هو يدل على كثرة شكرها لله تعالى ، كما تقول : رزقني الله اليوم درهما ، كما قال : ( قل كان من عند الله ) ، وللزهراء من هذا الباب ما لا ينكره مسلم من حديث المقداد وخبر الطائر والرمان والعنب والتفاح والسفرجل وغيرها ، وذلك مما يقطع على أنها كانت تأكل ما لم يكن لغيرها من جميع الخلق بعد هبوط آدم وحواء .
وفي الحديث : ان النبي صلى الله عليه وآله دخل على فاطمة وهي في مصلاها وخلفها جفنة يفور دخانها فأخرجت فاطمة الجفنة فوضعتها بين أيديهما فسأل علي : ( أنى لك هذا ) قالت :
هو من فضل الله ورزقه ( ان الله يرزق من يشاء بغير حساب ) .
ورزق مريم من الجنة ، وخلق فاطمة من رزق الجنة ، وفي الحديث : فناولني جبرئيل رطبة من رطبها فأكلتها فتحولت ذلك نطفة في صلبي . قد مدح الله تعالى مريم في القرآن بعشرين مدحة ، وصح في الاخبار لفاطمة عشرون اسما كل اسم يدل على فضيلة ، ذكرها ابن بابويه في كتاب مولد فاطمة ( ع ) . وقال تعالى : ( ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها ) يريد بذلك العفاف لا الملامسة والذرية لأنه لو لم يكن كذلك لجعل حملها له ووضعها ومخاضها بغير ما جرت به العادة ، فلما جعله على مجرى العادة دل على مقالنا . ويؤكد ذلك الأخبار الواردة في مدح التزويج وطلب الولد وذم العزبة ، وقال تعالى للزهراء ولأولادها : ( ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) .
قال حسان بن ثابت :
وان مريم أحصنت فرجها * وجاءت بعيسى كبدر الدجى فقد أحصنت فاطم بعدها * وجاءت بسبطي نبي الهدى

نام کتاب : مناقب آل أبي طالب - ط المكتبة الحيدرية نویسنده : ابن شهرآشوب    جلد : 3  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست