نام کتاب : مناقب آل أبي طالب - ط المكتبة الحيدرية نویسنده : ابن شهرآشوب جلد : 1 صفحه : 53
وردهم ردا جميلا ، فمضى رسول الله صلى الله عليه وآله على ما هو عليه يظهر دين الله ويدعو إليه وأسلم بعض الناس فانهمشوا [1] إلى أبي طالب مرة أخرى فقالوا : ان لك سنا وشرفا ومنزلة وانا قد اشتهيناك ان تنهى ابن أخيك فلم ينته ، وانا والله لا نصبر على هذا من شتم آباءنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا حتى تكفه عنا أو ننازله في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين ، فقال أبو طالب للنبي صلى الله عليه وآله : ما بال أقوامك يشكونك ؟ فقال صلى الله عليه وآله : اني أريدهم على كلمة واحدة يقولونها تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم بها العجم الجزية ، فقالوا : كلمة واحدة ؟ قال : نعم وأبيك - عشرا - قال أبو طالب : وأي كلمة هي يا بن أخي ؟ قال : لا إله إلا الله ، فقاموا ينفضون ثيابهم ويقولون : أجعل الآلهة إلها واحدا ان هذا لشئ عجاب . قال ابن إسحاق : ان أبا طالب قال له في السر : لا تحملني مالا أطيق ، فظن رسول الله انه قد بدا لعمه وانه خاذله وانه قد ضعف عن نصرته ، فقال : يا عماه لو وضعت الشمس في يميني والقمر في شمالي ما تركت هذا القول حتى أنفذه أو اقتل دونه ، ثم استعبر فبكى ثم قام يولي فقال أبو طالب : امض لأمرك فوالله ما أخذلك ابدا . وفي رواية أنه قال صلى الله عليه وآله : ان الله تعالى امرني ان ادعو إلى دينه الحنيفية ، وخرج من عنده مغضبا ، فدعاه أبو طالب وطيب قلبه ووعده بالنصر ثم أنشأ يقول والله لن يصلوا إليك . بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة * وانشر بذاك وقر منك عيونا ودعوتني وزعمت انك ناصح * فلقد صدقت وكنت قبل أمينا وعرضت دينا قد عرفت بأنه * من خير أديان البرية دينا لولا المخافة أن يكون معرة [2] * لوجدتني سمحا بذاك مبينا الطبري والواحدي باسنادهما عن السدي ، وروى ابن بابويه في كتاب النبوة عن زين العابدين ( ع ) انه اجتمعت قريش إلى أبي طالب ورسول الله صلى الله عليه وآله عنده فقالوا نسألك من ابن أخيك النصف ، قال : وما النصف منه ؟ قالوا : يكف عنا ونكف عنه فلا يكلمنا ولا نكلمه ولا يقاتلنا ولا نقاتله إلا أن هذه الدعوة قد باعدت بين القلوب وزرعت الشحناء وأنبتت البغضاء ، فقال : يا بن أخي أسمعت ؟ قال : يا عم لو أنصفني بنو عمي لأجابوا دعوتي وقبلوا نصيحتي ان الله تعالى أمرني ان ادعوا إلى دينه الحنيفية
[1] يقال للناس إذا كثروا ، فأقبلوا وأدبروا واختلطوا رأيتهم يهتمشون همشة . [2] المعرة : الاثم والأذى .
نام کتاب : مناقب آل أبي طالب - ط المكتبة الحيدرية نویسنده : ابن شهرآشوب جلد : 1 صفحه : 53