responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مناقب آل أبي طالب - ط المكتبة الحيدرية نویسنده : ابن شهرآشوب    جلد : 1  صفحه : 158


حرب بن أمية فأتياه وخلصاه .
وكان النبي صلى الله عليه وآله لم يؤمر إلا بالدعاء والصبر على الأذى والصفح عن الجاهل فطالت قريش علي المسلمين ، فلما كثر عتوهم امر بالهجرة فقال صلى الله عليه وآله : ان الله قد جعل لكم دارا واخوانا تأمنون بها فخرجوا ارسالا حتى لم يبق مع النبي إلا علي ( ع ) وأبو بكر فخذرت قريش خروجه وعرفوا انه قد اجمع لحربهم ، فاجتمعوا في دار الندوة وهي دار قصي بن كلاب يتشاورون في امره فتمثل إبليس في صورة شيخ من أهل نجد فقال : أنا ذو رأى حضرت لمؤازرتكم ، فقال عروة بن هشام : نتربص به ريب المنون ، وقال ابن البختري : أخرجوه عنكم تستريحوا من اذاه ، وقال العاص ابن وايل وأمية وأبي ابنا خلف : نبني له علما ونترك فرجا نستودعه فيه فلا يخلص من الصباة إليه أحد ، وقال عتبة وشيبة وأبو سفيان : نرحل بعيرا صعبا ونوثق محمدا عليه كتافا وشدا ثم نقطع البعير بأطراف الرماح فيوشك ان يقطعه بين الدكادك [1] اربا اربا ، فقال أبو جهل أرى لكم ان تعمدوا إلى قبائلكم العشرة فتنتدبوا من كل قبيلة رجلا نجدا [2] ويأتونه بياتا فيذهب دمه في قبائل قريش جميعا فلا يستطيع بنو هاشم وبنو المطلب مناهضة قريش فيه فيرضون بالعقل ، فقال أبو مرة : أصبت يا أبا الحكم هذا الرأي فلا نعدلن به رأيا ، فنزل ( وإذ يمكر بك ) الآية ، فجاء جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له : لانبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه ، فدعا عليا ( ع ) وقال : ان الله تعالى أوحى إلي ان اهجر دار قومي وان انطلق إلى غار ثورا تحت ليلتي وانه امرني ان آمرك بالمبيت على مضجعي وان القي عليك شبهي ، فقال علي ( ع ) : أو تسلم بمبيتي هناك ؟ فقال صلى الله عليه وآله : نعم ، فتبسم علي ضاحكا واهوى إلى الأرض ساجدا ، فكان أول من شكر لله شكرا وأول من وضع وجهه على الأرض بعد سجدته ، فلما رفع رأسه قال له : امض لما أمرت فداك سمعي وبصري وسويداء قلبي ، قال : فارقد على فراشي واشتمل برد الحضرمي ، ثم اني أخبرك يا علي ان الله تعالى يمتحن أولياءه على قدر ايمانهم ومنازلهم من دينه فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل وقد امتحنك يا بن أم وامتحنني فيك بمثل ما امتحن به خليله إبراهيم والذبيح إسماعيل فصبرا صبرا فان رحمة الله قريب من المحسنين ، ثم ضمه إلى صدره ، واستتبع رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر وهند بن أبي هالة و عبد الله بن فهيرة ودليلهم



[1] الدكداك : أرض فيها غلظ ، جمعه دكادك .
[2] النجد : بالفتح وككتف الشجاع الماضي فيما يعجز عنه غيره .

نام کتاب : مناقب آل أبي طالب - ط المكتبة الحيدرية نویسنده : ابن شهرآشوب    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست