responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مناقب آل أبي طالب - ط المكتبة الحيدرية نویسنده : ابن شهرآشوب    جلد : 1  صفحه : 127


ويقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن ويأكلها ولا يأكل الصدقة ، ولا يثبت بصره في وجه أحد ، يغضب لربه ولا يغضب لنفسه . وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع ، يأكل ما حضر ولا يرد ما وجد ، لا يلبس ثوبين ، يلبس بردا حبرة يمنية وشملة جبة صوف والغليظ من القطن والكتان ، وأكثر ثيابه البياض ويلبس العمامة تحت العمامة ، يلبس القميص من قبل ميامنه ، وكان له ثوب للجمعة خاصة ، وكان إذا لبس جديدا أعطى خلق ثيابه مسكينا ، وكان له عباء يفرش له حيث ما ينقل تثنى ثنيتين ، يلبس خاتم فضة في خنصره الأيمن ، يحب البطيخ ، ويكره الريح الردية ويستاك عند الوضوء ، ويردف خلفه عبده أو غيره ، ويركب ما أمكنه من فرس أو بغلة أو حمار ، ويركب الحمار بلا سرج وعليه العذار ، ويمشي راجلا وحافيا بلا رداء ولا عمامة ولا قلنسوة ، ويشيع الجنائز ويعود المرضى في أقصى المدينة ، يجالس الفقراء ويواكل المساكين ويناولهم بيده ، ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم ، ويتألف أهل الشرف بالبر لهم ، يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على غيرهم إلا بما أمر الله ، ولا يجفو على أحد ، يقبل معذرة المعتذر إليه ، وكان أكثر الناس تبسما ما لم ينزل عليه قرآن ولم تجر عظة ، وربما ضحك من غير قهقهة ، لا يرتفع على عبيده وإمائه في مأكل ولا في ملبس ، ما شتم أحدا بشتمة ولا لعن امرأة ولا خادما بلعنة ولا لاموا أحدا إلا قال دعوه ، ولا يأتيه أحد حرا وعبدا وأمة إلا قام معه في حاجته ، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ، ولا يحزي بالسيئة السيئة ولكن يغفر ويصفح ، ويبدأ من لقيه بالسلام ، ومن رامه بحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف ، وما أخذ أحد يده فيرسل يده حتى يرسلها وإذا لقى مسلما بدأه بالمصافحة ، وكان لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر الله ، وكان لا يجلس إليه أحد وهو يصلي إلا خفف صلاته وأقبل عليه وقال : ألك حاجة ؟ وكان أكثر جلوسه أن ينصب ساقيه جميعا ، وكان يجلس حيث ينتهي به المجلس ، وكان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة ، وكان يكرم من يدخل عليه حتى ربما بسط ثوبه ويؤثر الداخل بالوسادة التي تحته ، وكان في الرضا والغضب لا يقول إلا حقا ، وكان يأكل القثاء بالرطب وبالملح ، وكان أحب الفواكه الرطبة إليه البطيخ والعنب وأكثر طعامه الماء والتمر وكان يتمجع [1] اللبن بالتمر ويسميهما الأطيبين ، وكان أحب الطعام إليه اللحم ويأكل الثريد باللحم ، وكان يحب القرع ، وكان يأكل لحم الصيد ولا يصيده ،



[1] المجيع تمر يعجن بلبن ، وتمجع : أكل التمر اليابس باللبن معا وأكل التمر وشرب عليه اللبن .

نام کتاب : مناقب آل أبي طالب - ط المكتبة الحيدرية نویسنده : ابن شهرآشوب    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست