responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مكاتيب الرسول(ص) نویسنده : الأحمدي الميانجي، الشيخ علي    جلد : 3  صفحه : 572

و من أثر المعاصي أيضا: التعزيرات و الحدود الشرعية على حسب عظم المعصية و صغرها، و هذان الأثران مما لا نحتاج إلى ذكر ربطهما مع الأعمال، إذ هو موضوع من الباري عز ذكره على المتخلفين، بحسب ما رأى من كبر المعصية و صغرها.

و من آثار المعاصي في الدنيا: المفاسد التي تترتب عليها في الأهل و المال و الولد و النفس و روابطها واضحة، بحيث قال بعض: إن جزاء المعاصي ما ترتبه عليها الطبيعة، إذ المعصية ارتكاب خلاف النظم الذي قرره الباري سبحانه، فمن شرب الخمر نالته الأمراض الناشئة منه، و المفاسد المتولدة منه، و كذا من زنا أو أكل الربا أو قتل نفسا أو خان أو كذب أو ظلم... و ذلك واضح لا ارتياب فيه، و قد استند القرآن المجيد في البلايا التي نزلت على الامم البائدة في شتى نواحيها إلى أعمالهم فتدبر و اعتبر.

و أما بعض الآثار المذكورة في الكتاب و نظائره فلم نقف على روابطها، لأن الربط بين الزنا و الفجأة و التطفيف و السنة و الجدب. و منع الزكاة و منع البركات خفي علينا جدا، بل يمكن أن يقال: إن ترتب هذه على المعاصي مبني على إرادة الحق تبارك و تعالى، من دون علقة طبيعية مادية، كالبلايا و المحن النازلة على القطبيين، من الطوفان و الجراد و القمل و الضفادع، و كالرجز و العذاب النازل على بني إسرائيل و سائر الامم الغابرة البائدة، و يؤيد ذلك ما في الدعوات المأثورة عن أهل البيت ((عليهم السلام)):" اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء..." لأن ظاهر الدعاء أن غفران الله سبحانه يمحو هذه الآثار المشومة، فلو كان الذنب علة طبيعية لهذه لما أبطل عليته التوبة و الاستغفار، فأشبه أن تكون تلك العواقب الخطيرة رجزا و عذابا من الله سبحانه في الدنيا، قبل قوارع يوم القارعة ..

نام کتاب : مكاتيب الرسول(ص) نویسنده : الأحمدي الميانجي، الشيخ علي    جلد : 3  صفحه : 572
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست