رسول الله ((صلى الله عليه و آله)) و معه علي و فاطمة و الحسن و الحسين، فلما رأوهم قالوا: هذه وجوه لو أقسمت على الله أن يزيل الجبال لأزالها و لم يباهلوه. و رضوا بالجزية، فصالحوه، فكتب لهم كتاب الصلح على أن يعطوا كل سنة ألفي حلة من حلل الأواقي قيمة كل حلية أوقية (أربعون درهما جيدا) يؤدونها في كل صفر و رجب و شرطوا في الكتاب شروطا لهم و عليهم، و كتبه علي ((عليه السلام))، و سيأتي نص الكتاب في الفصل الثاني عشر إن شاء الله تعالى
لا خلاف عند المؤرخين في أن وفودهم إلى رسول الله ((صلى الله عليه و آله)) و كتاب الصلح لهم كانت سنة عشر من الهجرة، و أما الكتاب إليهم للدعوة إلى الإسلام الذي نحن الآن بصدد شرحه فظاهر الدر المنثور 38: 2 و البداية و النهاية 53: 5 و البحار 285: 21 و 262: 35 كلهم يروي عن البيهقي في الدلائل أن الكتاب إليهم كان بمكة قبل أن تنزل سورة طس سليمان قال البيهقي:" كتب إلى أهل نجران قبل أن تنزل سورة طس سليمان" باسم إله إبراهيم" و من المعلوم أن سورة طس مكية(2)". و ظاهر كلام الرواة أنهم لم يكن زمان طويل بين كتابه ((صلى الله عليه و آله)) إليهم و بين وفودهم و صلحهم و كتاب الصلح كما لا يخفى على من راجع المصادر(3)و صرح.
(1) راجع في تفصيل وفودهم: الطبقات 1/ ق 108: 1 و ق 84: 2 و الأغاني 4: 12 و البخاري 217: 5 و فتح الباري 74: 8 و عمدة القاري 26: 18 و إرشاد الساري 437: 6 و الإقبال: 494 و البحار 284: 21 و ما بعدها 262: 35 و ما بعدها و ناسخ التواريخ المجلد في سيرة النبي ((صلى الله عليه و آله)) و البداية و النهاية 53: 5 و الإصابة 292: 3 و حياة الصحابة 119: 11 وثقات ابن حبان 122: 2 و فيض الباري 123: 4 و مجمع الزوائد 239- 238: 8 ..
(2) كما في الإتقان للسيوطي 10: 1 و تمهيد القرآن 105: 1 بل هو مما اتفقت عليه الكلمة و لم ينقل خلاف في ذلك كما لا يخفى على من راجع التفاسير و راجع اليعقوبي 24: 2 و في ط: 26 و الفهرست لابن النديم: 37 ..
(3) ظاهر ابن الأثير في الكامل 293: 2 أن الكتاب إليهم و وفودهم كان سنة عشر.