مُشْمَعِلُّ بْنُ سَعْدٍ النَّاشِرِيُّ لِلْوَرْدِ بْنِ زَيْدٍ أَخِي الْكُمَيْتِ بْنِ زَيْدٍ الْأَسَدِيِّ؛ وَ قَدْ وَفَدَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُخَاطِبُهُ وَ يَذْكُرُ وَفَدَاتِهِ إِلَيْهِ وَ هِيَ نَظْمٌ:[1].
كَمْ جُزْتُ فِيكَ مِنْ أَحْوَازٍ وَ أَيْفَاعٍ
وَ أَوْقَعَ الشَّوْقُ بِي قَاعاً إِلَى قَاعٍ[2]
يَا خَيْرَ مَنْ حَمَلَتْ أُنْثَى وَ مَنْ وَضَعَتْ
بِهِ إِلَيْكَ غَدَا سَيْرِي وَ إِيضَاعِي[3]
أَمَا بَلَّغْتُكَ فَالْآمَالُ بَالِغَةٌ
بِنَا إِلَى غَايَةٍ يَسْعَى لَهَا السَّاعِي
مِنْ مَعْشَرِ شِيعَةٍ لِلَّهِ ثُمَّ لَكُمْ
صَوَرٌ إِلَيْكُمْ بِأَبْصَارٍ وَ أَسْمَاعٍ[4]
دُعَاةِ أَمْرٍ وَ نَهْيٍ عَنْ أَئِمَّتِهِمْ
يُوصِي بِهَا مِنْهُمْ وَاعٍ إِلَى وَاعٍ
لَا يَسْأَمُونَ دُعَاءَ الْخَيْرِ رَبَّهُمُ
أَنْ يُدْرِكُوا فَيُلَبُّوا دَعْوَةَ الدَّاعِ
.
وَ قَالَ فِيهَا مِنْ مُخْتَزَنِ الْغُيُوبِ مِنْ ذَلِكَ سُرَّمَنْرَأَى قَبْلَ بِنَائِهَا وَ مِيلَادِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
مَتَى الْوَلِيدُ بِسَامَرَّا إِذَا بُنِيَتْ
يَبْدُو كَمِثْلِ شِهَابِ اللَّيْلِ طَلَّاعٌ
حَتَّى إِذَا قَذَفَتْ أَرْضُ الْعِرَاقِ بِهِ
إِلَى الْحِجَازِ أَنَاخُوهُ بِجَعْجَاعٍ[5]
وَ غَابَ سَبْتاً وَ سَبْتاً مِنْ وِلَادَتِهِ
مَعَ كُلِّ ذِي جَوْبٍ لِلْأَرْضِ قَطَّاعٌ[6]
[1] اخرجه فى البحار ص 99 ج 11 عن هذا الكتاب.
[2] الاحواز جمع الحوزة: النّاحية. و الايفاع جمع اليفع: التّلّ المشرف او كلّ ما ارتفع من الارض و القاع: ارض سهلة مطمئنّة قد انفرجت عنها الجبال و الاكام.
[3] أوضع البعير: حمله على سرعة السّير.
[4] الصّور: الميل و العوج يقال« فى عنقه صوّر»: و هنا كناية عن الخضوع و الطّاعة.
[5] الجعجاع: المكان الضّيق الخشن.
[6] السّبت: الدّهر و فسّر فى حديث ابيطالب مع فاطمة بنت اسد بثلثين سنة و جاب الارض جوبا: قطعها.